يشهد اليوم الافتتاح الرسمي للنسخة الثالثة من برنامج الأطفال التابع لمجموعة أ.ر.م. القابضة وانطلاق فعالياته في الصفوف الدراسية. هذا البرنامج التعليمي الثقافي، الذي يهدف إلى جذب جيل المستقبل وشحذ شرارة اهتمامه بالفنون والثقافة، يُعد الأكثر شمولًا وتوسّعًا بالبلاد، حيث نمت أعداد الطلبة المستفيدين منه من 1800 طالب عند تدشينه في عام 2021، لتصل الآن إلى أكثر من 8000 طالب في 90 مدرسة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.

تنطلق النسخة الثالثة من هذه المبادرة الهامة، التي طورتها مجموعة أ.ر.م. القابضة بالشراكة مع آرت دبي، في الفترة ما بين 1 مايو إلى 15 يونيو 2023. وتحمل نسخة هذا العام التي شارك في تصميمها الفنان التشكيلي الرائد على مستوى العالم جاكوب دالغرينعنوان "مشروع العَلَم". طوّر دالغرين مفهوم البرنامج المُصمم لأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا كامتداد لمشروعه المستمر، "علامات الفن التجريدي"، الذي يهدف إلى إلهام المشاركين لتأمل البيئة وموضوعاتها من زوايا إبداعية وتجريدية وتشجيع العمل الجماعي في الوقت ذاته. باستخدام المواد الحِرَفيّة اليومية ومخلفات الأقمشة، سيتعاون الطلبة معًا، مُطلقين العنان لمخيلتهم من أجل تصميم أعمال كولاج سيتم جمعها سويًا ومن ثم تحويلها إلى أعلَام ونسيج مُلّون.

أطلقت شركة الاستثمار الخاصة، أ.ر.م. القابضة، هذه المبادرة بالشراكة مع آرت دبي في عام 2021 عملًا بعهدها الطويل في رعاية الفنون والاستثمار في شراكات ترمي إلى تعزيز مكانة دبي عاصمة عالمية للثقافة والابتكار. وتهدف المبادرة إلى تمكين الجيل القادم من تنمية وتطوير اهتمامه وفهمه للفنون وممارساته المختلفة. شارك في الدورات السابقة من المبادرة ثنائي التصميم مؤسسا "استديو سين" في عام 2021 والفنان الكينيسايروس كابيرو في عام 2022.

قال سعادة محمد سعيد الشحي، الرئيس التنفيذي لمجموعة أ.ر.م. القابضة: "إنني أؤمن إيمانًا قويًا بأهميّة تمكين الشباب الذين يحملون مفتاح النجاح في المستقبل. ومن خلال المشاركة المباشرة وجهودنا المتضافرة الرامية إلى دمج الفنون في التعليم داخل الصفوف الدراسية وخارجها، نعمل على تزويد الشباب بالأدوات التي تُهيئهم للتفكير بأسلوب مبتكر وحل المشكلات، وهي مهارات حياتيّة قيّمة من شأنها أن تُمكّنهم من الوصول إلى قمم أعلى وآفاق أبعد مما سيسهم في إنشاء مجتمعات أقوى وأكثر شمولًا. وهذا يُرسّخ ويعزز مُهمتنا الساعية إلى توسيع نطاق البرنامج عامًا بعد عام". 

شارك أكثر من 6000 طالب في البرنامج منذ تدشينه في عام 2021، حيث شهدت نسخته الافتتاحية مشاركة 1800 طالب من 70 مدرسة على مستوى الإمارات، وازدادت الأعداد في النسخة الثانية لتصل إلى 5500 طالب من 80 مدرسة. يدور كل إصدار من البرنامج حول موضوع مختلف، مثل تصميم بيئة بديلة للعيش على نسخة خيالية من القمر أو صنع أعمال فنية مستدامة. يدعو موضوع هذا العام المتمحور حول التجريدية الأطفال إلى إطلاق العنان لخيالهم الجامح واستخدام المواد التي يصادفونها في حياتهم اليومية.

قالت بينيديتا غيون، المدير التنفيذي لمعرض آرت دبي: "إننا نسهم في تنفيذ هذا البرنامج الثقافي الطموح في أنحاء الإمارات من خلال تقديم المحتوى الثقافي عن طريق ورش العمل المُصممة خصيصًا للبرنامج، والجمع بين الفنانين والمصممين الذين يتعاونون بشكل وثيق مع المدارس المحلية. منذ إطلاقه من قبل أ.ر.م. القابضة، أصبح برنامج الأطفال جزءًا من البرنامج التعليمي الذي يُقدّمه معرض "آرت دبي" على مدار العام، ويتم تنفيذه على مرحلتين، أولهما تتم عن طريق ورش العمل المُنظّمة خلال المعرض، تليها أنشطة تُطبق داخل الصفوف في المدارس على مستوى الإمارات".

يُقدّم الفنان السويدي جاكوب دالغرين فنًا يمزج بين المدرسة التجريدية الرسمية والثقافة الاجتماعية، فيُحوّل الأشياء المستخدمة في الحياة اليومية، مثل علّاقات المعاطف وأكواب القهوة، إلى أعمال فنيّة جذابة تتفجر بنبض الحياة. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، قام الفنان بجمع أكثر من 200000 صورة تُجسّد تفاصيل تجريدية من حياته اليومية، ويشمل أحد أطول مشاريعه الفنية تعهده بارتداء قميص مُخطّط يوميًا لأكثر من عشرين عام. 

قال دالغرين: "تتألف الحياة من العديد من التجارب التجريدية، وما علينا إلا أن نكون متفتحين لتَقبُلها واستقبالها. يحطم "مشروع العَلَم" الحدود من خلال نقل الفن التجريدي من اللوحة إلى الحياة العملية ويثبت أنه بإمكان أي شخص صنع عمل فني بغض النظر عن خلفيته أو خبرته. ونحن نشجع الأطفال من خلال ورش العمل على تأمل محيطهم والتعاون معًا لتحقيق هدف مشترك".