يواصل حضوره وأنشطته في "أبوظبي للكتاب" 2023 .. ندوة علمية لمركز تريندز تبحث استشراف المستقبل في بيئة دولية متغيرة‎‎

التاريخ : 2023-05-24 (09:08 AM)   ،   المشاهدات : 2431   ،   التعليقات : 0

أبوظبي

لليوم الثاني على التوالي، يواصل مركز تريندز للبحوث والاستشارات فعالياته وأنشطته في الدورة الـ 32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، حيث نظّم ندوة كبرى بعنوان "استشرف المستقبل وصنعه"، فيما يعرض عبر جناحه الخاص عشرات العناوين من إصداراته البحثية المتنوعة، التي تحلل وتستشرف القضايا الراهنة.

شارك في الندوة كل من الدكتور محمد عبدلله العلي،الرئيس التنفيذيلمركز تريندز، والدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الاستشراف الاستراتيجي في منظمة الإيسيسكو بالرباط، وسعادة السفير ذكر الرحمن، أمين عام مشارك في جمعية الدبلوماسيين الهندية، والدكتـور فيصل الكعبي، عميد كلية الجاهزية في أكاديمية ربدان، والأستاذ حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد.

وقد بدأت الندوة بكلمة ترحيبية للأستاذة عايشة الرميثي، مديرة إدارة البحوث والاستشارات في تريندز، التي أدارت الندوة، حيث قالت إن استشراف المستقبل لم تعد ترفًا يمكن الاستغناء عنه، بل بات أمرًا يشغل بال الدول والحكومات وصنّاع السياسات على كل المستويات، وذلك رغبة في الاستعداد له واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تساعد في مواجهة أي مخاطر يحملها المستقبل وتعظيم الفرص التي يمكن أن يوفرها.

تريندز نموذجًا

وقد استهل الندوة الدكتور محمد عبدلله العلي،الرئيس التنفيذيلمركز تريندز، حيث قال إن استشراف المستقبل والتخطيط له هو طريق الدول والمؤسسات إلى أن تصبح فاعلة وفي يدها زمام المبادرة، مؤكدًا أنه لا يمكن ضمان نجاح عملية تخطيط استراتيجي طويل المدى لأي دولة من دون استشراف علمي للمستقبل وتخطيط سليم له... مشيرًا إلى أنه هنا تبرز بوضوح أهمية الدراسات الاستشرافية لمستقبل الأمم والشعوب. 

وذكر الدكتور محمد العلي أن عالمنا المعاصر بات يسوده التناقض والفوضى وعدم اليقين والتعقيد أو تحولات سريعة وشاملة، وهو ما يفرض تحديات كبيرة أمام عملية استشراف المستقبل.. ويفرض أيضًا على مراكز البحوث والدراسات خاصة، والقائمين على الدراسات الاستشرافية عامة، ضرورة تطوير المقاربات والمناهج المستخدمة في عملية استشراف المستقبل لمواكبة التطورات التي يشهدها عالمنا اليوم.

وأوضح أن التحدي الأهم أمام مراكز الفكر في الوقت الراهن ليس فقط استشراف المستقبل في هذه البيئة الدولية المعقدة، وإنما كيفية الإسهام في صنع هذا المستقبل، وأضاف الدكتور محمد العلي أن تعزيز القدرة على استشراف المستقبل ومحاولة صنعه، يتطلب أن تواصل مراكز الفكر والجهات المعنية باستشراف المستقبل جهودها لتطوير قدراتها المعرفية على الاستشراف، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البيانات الضخمة في تعزيز القدرة على استشراف المستقبل، إضافة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات البحثية والجهات المختصة.

وأكد الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، في ختام مداخلته، أن تريندز أخذ على عاتقه منذ أكثر من عامين الإسهام في نقل الدراسات الاستشرافية من المفهوم التقليدي الذي ينحصر في رسم سيناريوهات المستقبل إلى مفهوم جديد يمتد ليشمل المشاركة في صنع المستقبل؛ وذلك بتحفيز السياقات المواتية التي تسمح بتحقق السيناريوهات المفضلة  والعكس بالعكس، كما أنه يساعد الجهات والمؤسسات والشركاء على تطوير قدراتهم الاستشرافية من خلال ما يقدمه لهم خبراء تريندز من دورات تدريبة متخصصة في مجال استشراف المستقبل.

طرق جديدة للاستشراف 

من جانبه قدّم الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الاستشراف الاستراتيجي في منظمة الإيسيسكو بالرباط، ورقة عمل تحت عنوان "طرق جديدة للاستشراف في البحث العلمي"، أشار فيها إلى أن المستقبل يعدُّ صفحة بيضاء شبه فارغة تنتظر من يكتبها، مشيرًا إلى أنه يمكن بناء المستقبل من خلال القرارات والخطوات التي نتخذها في الحاضر. وقال إن الاستشراف يعتمد على الفاعلين الرئيسيين ليقوموا بالتعبئة لمواجهة المستقبل وتحديد موقفهم منه، فعندما يبني الفاعلون الرؤية المستقبلية ويكونون على استعداد لمواجهة التحديات، فإنهم يصبحون قادرين على التأثير وتحقيق تحول إيجابي.

وأضاف أن المواقف الأساسية تجاه المستقبل تتمثل في موقف سلبي متخلف يتميز بالتقاعس وعدم المبادرة، أو موقف رديء انفعالي يتصرف وفق الأحداث والمتغيرات، أو موقف تنبؤي تقدمي يتميز بالتحضير والتنبؤ بالمستقبل، من خلال دراسة الاتجاهات المتوقعة.

وأوضح مدير مركز الاستشراف الاستراتيجي في منظمة الإيسيسكوأن الموقف النشط تجاه المستقبل يتصل بالتفكير والعمل لإيجاد المستقبل المرغوب والقابل للتحقيق، وهو ليس مجرد تنبؤ بالمستقبل، بل هو عمل على تحقيق التغييرات، وإن الاستشراف يتأسس على قواعد فلسفية، إذ هو نظرة استباقية تسعى لإضاءة الفعل الحالي بفضل التجليات المستقبلية الممكنة والمأمولة. 

الذكاء الاصطناعي والاستشراف

بدوره أكد سعادة السفير ذكر الرحمن، أمين عام مشارك في جمعية الدبلوماسيين الهندية،من خلال ورقة عمل بعنوان "أهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجال الاستشراف"        بعد قرن من التقدم العلمي في علوم الحاسوب وتطوير البرامج وترقيات الأجهزة، أصبحنا أخيرًا على وشك تحقيق حلم الذكاء الاصطناعي. إذ حقق الباحثون اختراقات في "التعلم العميق"، الذي مكَّن من الترجمة الآلية بين اللغات المختلفة بسرعة ودقة متناهية، وقال إن إمكانات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي باتت واعدة، وكذلك في غيره من المجالات، إذ مكّن هذا النوع من الذكاء الأجهزة من العمل من دون مشغل بشري، مثل الطائرات دون طيار ذاتية التشغيل، باستخدام رؤية الحاسوب. 

وأشار السفير ذكر الرحمن أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات فائقة على تحليل مجموعات كبيرة من البيانات المعقدة، وتحديد أنماطها ومجالاتها، مما يجعله أداة رئيسية للاستشراف الاستراتيجي. ويمكن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على التنبؤ، ووضع السيناريوهات الجيوسياسية، وتحديد التحديات والفرص السانحة. 

ولفت إلى أنه بالنظر إلى الفوائد الهائلة والمخاطر المحتملة، فإن العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي المعاصرة القائمة على التعلم العميق، هي في الأساس آلات تنبؤ متطورة. وإن التقدم المستمر في هذه التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى أشكال أقوى بكثير من الذكاء الاصطناعي. وإن هناك عصرًا جديدًا من الابتكار على الأبواب.

الاستشراف التشاركي

وتوقف الدكتـور فيصل الكعبي، عميد كلية الجاهزية في أكاديمية ربدان، عند موضوع "الاستشراف التشاركي.. أهمية التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات"، حيث قال إن الاستشراف كان يستخدم كأحد مدخلات عمليات التخطيط الاستراتيجي، التي كانت تضم 35 عنصرًا، إذْ كانت المؤسسات تضع الخطط والرؤى، والميزانيات، وتقوم بعمليات المتابعة، مشيرًا إلى أن ذلك كان عملية معقدة ويمثّل تحديًا كبيرًا للمؤسسات والحكومات التي باتت تنظر إلى المستقبل وإلى التفاعل مع العالم الخارجي. 

وتحدث عن المنهجية الاستشرافية مشيرًا إلى أنها تعتمد أساسًا على مسح الأفق الزمني، وتحديد المحركات والتوجهات العالمية التي يمكن أن تؤثر في الدولة، مثل الذكاء الاصطناعي الذي يعد محركًا رئيسيًّا في الثورة التكنولوجيا الحالية، وتحديد الأثر والغموض، والتداعيات المحتملة، ووضع السيناريوهات المتوقعة والعمل على ترجيح السيناريوهات الأكثر حدوثًا، للتعامل معها من أجل تعظيم الفرص وتقليل المخاطر.

وأوضح الدكتور فيصل الكعبي أن الاستشراف التشاركي يقوم على مشاركة جميع أطراف المجتمع المهتم بالمستقبل، من أفراد وخبراء ومؤسسات مجتمع مدني وشركات، لوضع تصورات للمستقبل، والعمل معًا على تطبيق تلك التصورات على أرض الواقع. حيث يتطوع الكثيرون بتقديم الأفكار والدعم والتوجيه وصياغة الاستراتيجيات والسياسات للمستقبل، وتعتمد هذه الأساليب على الحوار المجتمعي والمشاركة من كل الأطراف وذوي الخبرة.

وبيّن أن التخطيط الاستراتيجي التشاركي يقوم على أربع مراحل، أولها أن تحدد المجموعة المشتركة رؤيتها المستقبلية للمؤسسة موضوع التخطيط، وثانيها تحديد المعوقات التي تمنع أو تعيق تحقيق هذه الرؤية، وثالثها تحديد الطرق التي يمكن من خلالها التغلب على تلك المعيقات، وأخيرًا البدء في العمل ووضع الخطط التشغيلية المقترحة.

مستقبل الإعلام 

واختُتمت الندوة بمداخلة للأستاذ حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، حول "استشراف مستقبل الإعلام"، حيث أكد أن يعدُّ الذكاء الاصطناعي أداة فعالة لصنع المحتوى البصري والنصي لخلق عالم جديد غير مسبوق في إنتاج المحتوى الإعلامي، إذ يمكن عبر التقنيات الحديثة استدعاء شخصيات تاريخية بارزة وملهمة لمحاوراتها، وتقديم أفكارها بأشكال جديدة تناسب العصر. 

وقال إن التقنيات الحديثة، والذكاء الاصطناعي، يساعد على إتاحة المعلومة المرغوب فيها مباشرة، والتفاعل معها، وفهم تطبيقاتها، بعد استخراجها من النصوص. وهذا يجعل القارئ متفاعلًا مع النص، بالإضافة إلى أن ذلك يسهم في تعزيز عملية التعلم ويجعلها أكثر جاذبية وخصوصية لكل فرد على حدة.

وأوضح أن التغير في طريقة عرض المحتوى الإعلامي، يستدعي تغيير طريقة تصويره وإخراجه، كي يناسب تجربة المشاهدة الجديدة، إذ يمكن تعديل المادة الإعلامية بما يناسب تفضيلات القارئ أو المشاهد، الأمر الذي بات يعمل عليه الذكاء الاصطناعي، وشدد الأستاذ الكعبي على أن الذكاء الصناعي التوليدي يستطيع تأليف نصوص وقصص وأشعار حسب الطلب، بما يناسب ذوق المتلقي، وحسب تحليل تفضيلاته واقتراحاته. وهذا يعني أن تنافسية الإعلام قد تساعد في توفير إمكانيات أكبر في إنشاء المحتوى وتعديله لتلبية الاحتياجات الخاصة لكل مشاهد.

جناح تربندز يستقطب جمهور المعرض 

هذا وقد استقطب جناح تريندز في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب وموظفة الذكي «إيكو»؛ المعزز بتقنيات الذكاء الاصطناعي، جمهور المعرض وحاور زوار الجناح وعرفهم إلى أحدث المنتجات البحثية والمعرفية للمركز، وقد زار الجناح في يومه الثاني عدد من المسئولين والدبلوماسيين والكتّاب والباحثين والإعلاميين، ومن ابرزهم معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، ومعالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ، وسعادة نياز ترمذي السفير الباكستاني لدى الدولة ، وسعادة اللواء سهيل سعيد الخييلي، مدير عام الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ ، سعادة الدكتور ياسر أحمد النقبي، المدير العام لتطوير القدرات والكفاءات الحكومية في دائرة الإسناد الحكومي ، والدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية وسعادة شون ميرفي، القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة، وتينا راست، الملحقة الثقافية في سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة، والدكتور محمد السنوسي، المدير التنفيذي لشبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين - واشنطن، وعاموس جلعاد، رئيس معهد السياسة والاستراتيجية – إسرائيل،  وقد أبدى الجميع إعجابهم بالإصدارات النوعية التي يعرضها الجناح، وعبّروا عن تقديرهم للجهود البحثية لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، التي تستشرف المستقبل وتنشر المعلومة الموثقة المستندة إلى البحث العلمي الرصين. 

الناشر: Trends Media | بواسطة: Trends Research & Advisory

إضافة تعليق

الخبر التالي