رأس الخيمة: كنوز التاريخ تعانق الطبيعة الخلابة في عاصمة السياحة الخليجية

التاريخ : 2020-11-28 (03:12 PM)   ،   المشاهدات : 964   ،   التعليقات : 0

رأس الخيمة: كنوز التاريخ تعانق الطبيعة الخلابة في عاصمة السياحة الخليجية

تكتنز إمارة رأس الخيمة سلسلة لا تنتهي من المناطق الطبيعية الخلابة والأوابد التاريخية العريقة والمرافق السياحية والترفيهية المتطورة التي جعلتها واحدة من أبرز المقاصد السياحية على المستويين المحلي والإقليمي حيث جرى مؤخرا تجديد اختيارها للسنة الثانية على التوالي عاصمة للسياحة الخليجية في عام 2021.

ومن قمة جبل جيس الذي تكسوه الثلوج في الشتاء وصولا إلى الواحات الصحراوية الساحرة وما بينهما من سواحل ذهبية تمتد على مسافة 64 كيلومترا، تقدم الإمارة لزوارها تجربة سياحية غنية ومتنوعة قلما تتوافر في منطقة واحدة فقط.

وتتميز رأس الخيمة بمعالمها التاريخية الشاهدة على أصالتها وإرثها الحضاري وهو ما دفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» مؤخرا إلى إدراج أربعة مواقع في الإمارة هي جلفار المدينة التجارية ومدينة تجارة اللؤلؤ في الجزيرة الحمراء وشمل والمشهد الثقافي لمنطقة ضاية، على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي.

وتضم المعالم التاريخية في رأس الخيمة مجموعة كبيرة من القلاع والحصون مثل قلعة ضاية وقلعة الفلية وقلعة الحديبة وحصن رأس الخيمة وحصن النصلة وحصن خت، وإلى جانبها قصر الزباء والجزيرة الحمراء وجزيرة الحليلة وموق كوش الأثري ومنطقتي المطاف والندود الأثريتان، بالإضافة إلى المدافن والمقابر القديمة مثل شمل ووادي قور وسيح الحرف وإعسمة وغليلة.

وتعتبر مدينة جلفار الواقعة شمال رأس الخيمة من المدن الإسلامية الكبيرة فقد كانت هذه المدينة ذائعة الصيت منذ القرن الرابع الهجري /العاشر الميلادي/ واشتهرت بعلاقاتها التجارية مع الصين ومناطق أخرى من شرق آسيا واستمرت كذلك حتى أفل دورها في القرن السابع عشر الميلادي، ولقد كشفت الحفائر المستمرة في هذه المدينة عن بيوت سكنية وما لا يقل عن أربعة مساجد تتعاقب فوق بعضها البعض.

بدوره يعد متحف رأس الخيمة الوطني الذي أقيم في مبنى الحصن الذي يرجع تاريخه إلى أواسط القرن الثامن عشر الميلادي، شاهداً على تاريخ وعصور الإمارة القديمة بما يضمه من مجموعة متنوعة ونادرة من الآثار القديمة والأحافير التي ترجع إلى حقب تاريخية مختلفة، ويحتوي على آثار بشرية ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وآثار مستوطنات شمل وآثار مدينة جلفار وحصن ضاية ووادي الغاف، وهناك معالم أثرية أخرى تتمثل في الأبراج المخروطية التي تستخدم للحراسة والاستطلاع.

وتحولت راس الخيمة بفضل طبيعتها الخلابة واجوائها الهادئة، وتنوع تضاريسها ما بين الجبال والسواحل والصحاري إلى وجهة مثالية للاستجمام وممارسة هوايات التخييم وركوب الدراجات وتسلق الجبال وصيد الأسماك والتجديف.

ويتربع جبل جيس على قائمة الوجهات السياحية الأكثر جذبا للزوار في إمارة رأس الخيمة فهو أعلى قمة طبيعية في الإمارات بارتفاع نحو 1900 عن سطح البحر ويتمتع بمناظر طبيعية خلابة وإطلالة بانورامية رائعة على عدد من الوديان والسهول وأراض خضراء وأخرى صحراوية شاسعة وسلسلة جبال الحجر.

ويشهد الجبل في بعض الأعوام تساقط البرد وتشكل الصقيع وهطول الثلوج أحياناً الأمر الذي أكسبه شهرة محلية وإقليمية واسعة، كما يتميز بخصائص بيئية وطبيعية جعلته وجهة لهواة ومحترفي رياضة تسلق الجبال وتحدي الصعاب وعشاق المغامرات والمتنزهين وراكبي الدراجات ولهذا حرصت هيئة راس الخيمة لتنمية السياحة لاستثمار جماليات المكان وسماته الطبيعية والمناخية، بإطلاق أطول مسار انزلاقي في العالم، بطول 2.83 كيلو متر وبارتفاع 1680 متراً فوق مستوى سطح البحر.

بدورها تشكل بحيرة سد وادي شوكة والمسحات الخضراء المحيطة بها متنفسا طبيعيا لسكان راس الخيمة وجميع زوارها الباحثين عن الهدوء والتنعم بجمال الطبيعة، حيث ساهمت الأمطار التي تشهدها المنطقة صيفا وشتاء في تحويلها واحة غناء ومكانا مثاليا للتخييم طوال العام.

وبين الجبال تغفو منطقة عين خت التي تشتهر بينابيع المياه الحارة الغنية بالمعادن الطبيعية والتي تساعد في علاج عدد من الأمراض الجلدية والمشاكل المرتبطة بأمراض الروماتيزم، كما يمكن لزوار هذه الينابيع التمتع بإحدى أشهر مواقع النزهات والرحلات في إمارة رأس الخيمة الذي تحيط به أشجار النخيل من كل اتجاه.

وتمتاز إمارة راس الخيمة بوجود عدد كبير من الحدائق والمتنزهات العامة التي تشكل متنفسًا حيويًا تلجأ إليه الأُسر والأفراد بحثًا عن الاستجمام والاستمتاع بأوقات العطلات والأعياد.

وتعتبر الحديقة المائية آيس لاند رأس الخيمة واحدة من أكثر الحدائق تميزًا وشهرة في الإمارة والتي تضم مزالق مائية متنوعة إضافة إلى أكبر حلبة مائية للرقص تحت الماء في العالم، كما تضم الإمارة حديقة صقر وحديقة حيوانات رأس الخيمة وحديقة خزام وحديقة منصة المشاهدة وغيرها الكثير من الحدائق المنتشرة في كل مكان.

وتواصل رأس الخيمة تعزيز جاذبية القطاع السياحي عبر التوسع في إنشاء الوجهات والمعالم السياحية والترفيهية الفريدة، وفي هذا الإطار تبرز قرية بساطة الصحراوية التي يتوجه إليها كل من يرغب بالقيادة على الكثبان الرملية وتجربة أجواء مخيم واحة البدو الصحراوية.

وتعتبر جزيرة المرجان واحدة من أبرز المشاريع التي تجسد الرؤية الاستشرافية لقطاع السياحة في إمارة رأس الخيمة، وتتكون الجزيرة من أربع جزر صناعية على هيئة شعاب مرجانية وتضم فنادق ومنتجعات عالمية ذات خمس نجوم، وكورنيش مجهز بمساراتٍ مخصصة لممارسة رياضات المشي والجري وركوب الدرجات.

وتزخر الإمارة بالمنشآت السياحية والفنادق الفاخرة كما تضم مجموعة واسعة من وجهات التسوق العصرية التي تستقطب أشهر العلامات التجارية في العالم، إضافة إلى ما تشتهر به من أسواق تراثية مثل السوق القديم الذي تقصده الوفود الزائرة لاقتناء المشغولات اليدوية والقطع التراثية.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

بلدية الظفرة تقدم دعماً لوجستياً لمهرجان المنطقة للعام 2020-2021