«حظر تجول».. دراما تسقط الحظر عن المسكوت عنه اجتماعياً

التاريخ : 2020-12-17 (03:15 AM)   ،   المشاهدات : 416   ،   التعليقات : 0

«حظر تجول».. دراما تسقط الحظر عن المسكوت عنه اجتماعياً

يتبادر إلى الذهن حين نسمع عبارة «حظر تجول» أن الفيلم الذي يحمل هذا العنوان يتناول موضوعاً سياسياً بامتياز، لكن المخرج أمير رمسيس سعى من خلال عمله الأخير هذا الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي الـ42، إلى إسقاط حظر آخر اجتماعي يتناول جريمة ارتكبتها زوجة مظلومة ودفعت ثمنها غالياً.

وتدور أحداث الفيلم بالفعل خلال فترة «حظر التجول» التي عاشها المصريون بعد إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في عام 2013، ولكن القصة بعيدة كل البعد عن مجريات الثورة المصرية.

ويقول رمسيس «خلال أيام تطبيق حظر التجول، شعرت بالاختناق، وقتها فكرت كيف يمكن لي أن أكون موجوداً 12 ساعة في مكان مغلق مع شخص لا أريد مواجهته؟».

من هذه الفكرة، تطورت لديه فكرة اختيار هذا الزمن بالتحديد لسرد أحداث فيلمه. ويروي الفيلم قصة امرأة سجنت 20 عاماً بسبب قتل زوجها، لكنها لم تفصح لابنتها عن أسباب الجريمة لحمايتها من حقيقة مرة، وهي أن والدها كان متحرشاً ويسيء معاملتها.

ويقول رمسيس إنه بدأ كتابة السيناريو عام 2017 بعدما تابع في الصحف «مجموعة كبيرة من قضايا متتالية من العنف ضد المرأة في فترة زمنية قصيرة جداً، وكلها يجمعها شيء واحد ألا وهو الصمت».

ويضيف «قضايا التحرش أو الاغتصاب أو الزنى التي تقع في المجتمع المصري أو العربي «المحافظ» تنفجر عندما تتحول إلى جرائم قتل». ويرى «أن الفعل نفسه لا يتم تجريمه مجتمعياً بما يتناسب مع حجم الجريمة».

ويشير إلى أن بين «تلك القضايا التي قرأ عنها كانت سعي أم إلى تبرير محاولة ابنها اغتصاب أخته»، مضيفاً «هذا الموقف استفزني أكثر من الفعل نفسه. هذا التبرير المجتمعي أصبح سؤالاً يؤرقني».

وتجسّد الفنانة إلهام شاهين شخصية «فاتن» في «حظر تجوّل»، وهي الأم المضحية حتى النهاية. وقد نالت جائزة أفضل ممثلة في الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي عن هذا الدور.

ويقول رمسيس «تصل القضية إلى الشرطة، لأن جريمة قتل حدثت، ويظهر أن بعض الأشخاص كانوا يعرفون (أشياء عن القتيل) وصمتوا لسنوات.. الصمت مثلاً كان خيار الجارة التي عرفت أن زوج فاتن يتحرش بابنته واكتفت بمنعه من زيارتهم».

ويرى المخرج أمير رمسيس أن ثمة قوانين يجب إعادة النظر فيها خصوصاً تلك التي تخص العنف ضد المرأة. ويضيف «لكن في البداية يجب أن نعدّل نظرتنا المجتمعية لمن هم في الأصل ضحايا وليسوا مذنبين».

ويضيف «حكم المجتمع على وقائع الاغتصاب يدفع المجني عليه إلى الشعور بالعار، وإلى الخوف والصمت. هذا التواطؤ والتقليل من حجم الجريمة جزء من المشكلة».

ويتابع: «المجتمع يدين المجني عليها ويعذر الجاني».

وتأخر صدور الفيلم أكثر من 3 سنوات، بسبب انشغال رمسيس بمهامه كمدير فني لمهرجان الجونة السينمائي.

ويشارك الفنان الفلسطيني كامل الباشا في بطولة الفيلم.

ويخرج الفيلم إلى الصالات المصرية في 23 ديسمبر. وسيشارك في 2 من المهرجانات السينمائية المقبلة.

ويأمل رمسيس في أن يغير الفيلم «نظرة المجتمع أولاً» تجاه قضايا الانتهاكات الجنسية، «حتى يصير في الإمكان مواجهتها قانونياً».

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

شوارع العاصمة الأوكرانية تتجمّد