الإنفاق المدروس.. تصويب فرضه «كورونا»

التاريخ : 2021-01-08 (04:03 PM)   ،   المشاهدات : 563   ،   التعليقات : 0

الإنفاق المدروس.. تصويب فرضه «كورونا»

ألقت فترة انتشار فيروس كورونا بظلالها على جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات، ولعل إحدى تلك التأثيرات كان إعادة التفكير في كم وكيفية الإنفاق على الكماليات، فتغيرت عادات وظهرت سلوكيات وغيّر أفراد نظراتهم للأمور. كما سنكتشف خلال السطور القادمة.

يقول محمد فريد، موظف: خروجنا المستمر إلى مراكز التسوق وتوفر العديد من المغريات ووجود دخل شهري ثابت قادني وكثيرين للإنفاق على الكماليات، إلا أن فترة «التعقيم الوطني» صوبت طريقة إنفاقي، وكشفت لي أن عدم التبضع لأشهر لا يؤثر في مجرى حياتي واحتياجاتي، لأن لدي ما يكفيني من الضروريات والكماليات، لافتاً إلى أن هذا الوضع جعله أكثر يقظة وحرصاً على أمواله، وعادت الحياة نسبياً إلى طبيعتها، لكنه ما زال يعيش آثارها، وتغيرت نظرته نحو الإنفاق بنسبة 50% على الأقل.

تشير آسيا عبدالرحمن، طالبة جامعية، إلى أن انتشار «كورونا»، حقق وفراً في أموال بعض المستهلكين، لكنه شكل لها ولمثيلاتها من محبات التسوق صدمة، وتقول: «خلال الشهر الأول من فترة البقاء في المنزل شعرت بالكثير من التغيير في كافة الأشياء من حولي ولم أشعر برغبة في التسوق، إلا أن الطبع يغلب، وبدأ لدي شعور بأن هناك حاجة لا بد من شرائها، فاتجهت إلى التسوق الإلكتروني الذي لم أكن أستخدمه قبل الجائحة، وشكل لي متنفساً كبيراً استطعت من خلاله أن أرضي رغبتي في التسوق».

الإنفاق بشكل متوازن ومدروس بما يكفل توفير الاحتياجات الضرورية وبعض الكماليات هو حال باسم كمال، تاجر، ويقول: «كنت دائماً أضبط مشترياتي الشهرية الشخصية والأسرية، قبل وخلال الجائحة، وبالتالي لم أشعر بفارق فالسلوك نفسه لم يتغير، سواء كان التسوق مباشراً أو إلكترونياً؛ بل شعرت من زملائي بنوع من الغبطة على هذا النهج الذي حاولوا مسايرته وترشيد إنفاقهم وتسوقهم الزائد عن الحد»، مؤكداً أنه كان يتسوق بمختلف الطرق وبنفس الكلفة.

 

إعادة الحسابات

يقول أحمد سعيد، موظف وتاجر: «مع «كورونا» بات الأمر أكثر ضبطاً، بدأت أعيد حساباتي وإنفاقي تأثراً يدرس الوباء، والمستقبل بفعل استمرار الجائحة، وفي هذه الأوقات نشعر برغبتنا الحقيقية في الأشياء الضرورية والمهمة التي نحتاج إليها بالفعل في حياتنا، ومع عودة الحياة إلى طبيعتها عدت للإنفاق الشره الذي أتمنى أن أغيره».

وبالنسبة لمريم إبراهيم، مصممة ديكور، فإنها اكتشفت مدى إنفاقها على مستحضرات التجميل، من أبرز العلامات التجارية، قبل فترة الجائحة، لكن بسبب فترة «التعقيم الوطني»؛ حيث لا خروج إلا للضرورة القصوى لم تعد هناك حاجة لوضع المساحيق، كما أنها استراحة للبشرة، وتقول: «لم يكن هناك مبرر لاستهلاك مستحضرات التجميل، لكن بعد حين، وحتى بعد فتح الأسواق، وجدت أنه من الصحي ألاّ أرهق بشرتي بهذه المستحضرات، وللتوفير المالي ألا أغدق في الإنفاق عليها، كما أن ارتداء الكمامة حد بشكل كبير من استخدام مساحيق التجميل؛ حيث إنها تلوث الكمامة، وبذلك أظن أن هذا التغير الأكبر الذي حصل معي».

 

الوجبات المنزلية

تناول الطعام في المطاعم والمكوث في المقاهي من أكثر الأمور التي يستمتع بها وسام السوّاح، موظف، لكن فترة «التعقيم» والإجراءات المكثفة في المطاعم لتقييد أعداد الزوار جعله يعيد التفكير في مدى إنفاقه، ويقول: «أيقنت بأن نسبة 20% من دخلي كانت تذهب على تناول الطعام خارج المنزل مع العائلة والأصدقاء وهو رقم لا يستهان به في وقت بتنا اليوم نتناول وجباتنا كافة في المنزل، ولعل هذا الأمر أثر بي كثيراً في بداية الجائحة لشعوري بالاختناق من روتين الطعام المنزلي، لكنني بعد وقت شعرت بتحسن في صحتي وميزانيتي، وأخذت قراراً بعدم تناول الطعام خارجياً إلا لضرورة وبقي ارتياد المقاهي هو الأمر القائم».

أما غيداء الهاشم، موظفة، فتعلمت من أزمة كورونا الادخار وعدم إهدار الكثير على الكماليات؛ بل ضبط التسوق، وأن لا شيء ينفع الإنسان في الظروف الطارئة سوى ما يدخره، وبدأت تخطط لمشروع خاص يدر دخلاً مضموناً.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

نزلاء فنادق بالمجان