صناعة الحبال.. ليف نخيل ومهارة

التاريخ : 2021-01-08 (04:07 PM)   ،   المشاهدات : 1088   ،   التعليقات : 0

صناعة الحبال.. ليف نخيل ومهارة

تعد حرفة «صناعة الحبال» مهنة قديمة تقليدية اشتهر بها أهالي المناطق التي يكثر فيها زراعة أشجار النخيل خصوصاً مناطق الفجيرة ورأس الخيمة. وكان الآباء والأجداد يجمعون «الليف» الذي يؤخذ من النخيل و«يُفتل» لصنع الحبال التي كانت تعد قديماً عنصراً أساسياً ومهماً في العديد من جوانب الحياة اليومية للأهالي الذين كانوا جميعهم يمارسون هذه المهنة.

وليف النخيل عبارة عن ألياف متشابكة بعضها ببعض تشابكاً طبيعياً، بحيث تتكون منها مادة تشبه النسيج تكون ملتفة حول سعف النخيل.

وعند بدء العمل بهذه الحرفة يتوجه صنّاع الحبال إلى شجرة النخل الكبيرة الحجم، لقطع«الليف» وجمعه، وبعدها يضعونه بالماء لساعات طويلة أو ليلة كاملة حسب حجم الليف، حتى يصبح ليناً وسهل التقطيع، ومن ثم ينظفونه، وينقومون بتجفيفه بوضعه تحت أشعة الشمس لساعات، بعد ذلك يكون جاهزاً لصناعة الحبال. فيبدأ الصانع بتفكك الليف عن بعضه وبعض الليف يفكك إلى أجزاء طولية يتم لفها وفتلها بواسطة راحة الكف والقدم حتى تتماسك مع بعضها، حيث لابد من تقطيع الليف إلى أجزاء أو شرائط رفيعة أو رقيقة حتى يمكن جدلها ووصلها بعد ذلك، ومن ثم تُرش الجدائل بقليل من الماء، ويعمل منها الحبال حسب الحاجة المطلوبة ووفق استخدامها. وتختلف الحبال في الطول والسماكة. وعلى الرغم من تعدد استخدم حبال الليف فإنها تنقسم إلى نوعين، الأول يسمى «الكنمبار» أو «كمبار» ويُصنع بشكل سميك جداً، وبشكل قوي. ويستخدم في السفن الشراعية وقوارب الصيد وأعمال السحب ولتثبيت المجاديف. أما النوع الثاني فيسمى «الحبل» وهو النوع الأكثر شيوعاً واستخداماً. وكان يستفاد منه في سحب المياه من الطوي وفي تسلق شجرة النخيل لجني التمور، وكان وما يزال يستخدم في صنع «الجفر»، وهي سلال من الخوص يوضع السمك الطازج فيها عند إنزاله من المحامل، وفي العادة يكون الحبل بأحجام متعددة ورقيقاً نوعاً ما وله ملمس ناعم.

ولا يزال الطلب قوياً على هذه الحبال، التي يستخدمها الأهالي في مختلف جوانب الحياة المتعددة. وهناك العديد من كبار السن الذين يتقنون ممارسة هذه المهنة.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

بيت السناري.. مجمع علمي وملتقى للفنون