من الشاذلي ورياض إلى حسين الشحات.. مصطفى كورة يرتق كرات المشاهير الممزقة والزمن

التاريخ : 2021-01-14 (03:02 PM)   ،   المشاهدات : 565   ،   التعليقات : 0

من الشاذلي ورياض إلى حسين الشحات.. مصطفى كورة يرتق كرات المشاهير الممزقة والزمن

الأغنياء يشترون الكرة والفقراء يصلحونها.. هكذا يمكن تلخيص 50 عاماً في حياة مصطفى كورة، أشهر من يصلح كرات القدم في مصر.

داخل محله الذي لا تزيد مساحته على «متر في متر»، بحي السيدة زينب بالقاهرة، يجلس عم مصطفى الرجل الستيني يرتق جلد كرات القدم التي يريد أطفال الحي إصلاحها ويرتق الزمن الذي تغير فتغيرت معه حياته.

عمل مصطفى كورة، كما يناديه أهالي منطقة السيدة زينب الشعبية، في مهنة صناعة كرة القدم منذ السبعينات من القرن الماضي عندما زاد الاهتمام بالكرة، وانتقل المصريون من «الكرة الشراب»، التي كانت تمارس في كل الأحياء البسيطة، ويقوم فيها اللاعبون بملء جورب بالإسفنج، وتدويره بشكل دقيق بواسطة الخيوط، ليصبح كرة قدم صغيرة، حتى تعرفوا على الكرة بشكلها التقليدي في سبعينات القرن الماضي.

ومع السبعينات والانفتاح بدأت كرة القدم تنتشر في الشوارع بشكل آخر مع شيوع الكرة الجلدية، التي تصنع من جلد طبيعي خاص، أطلق عليها المصريون «الكورة الكَفَر»، أي الكرة التي لها غطاء. من حينها بدأ عم مصطفى يحترف صناعة هذه الكرة الجديدة وإصلاحها أيضاً.

يتذكر مصطفى كورة في كيف ورث المهنة عن أبيه «في البداية كنا نصنع الكرة.. في أوائل السبعينات، ومع الوقت بدأت الصين تصدر الكرة التي تصنعها، فأخذت الصنعة تنقرض، فاتجهت لتصليح الكرات. كنت أتعامل مع لاعبي أندية كثيرة على رأسها الزمالك والأهلي والترسانة، والناس العادية، والحمد لله شغال».

ويتذكر مصطفى أيضاً كيف مر على محله الصغير عدد من لاعبي كرة القدم من المشاهير الذين جاؤوا إليه لإصلاح كراتهم: «كان اللاعب حسين الشحات نجم الأهلي يجيء للمحل مع والده، قبل 16 عاماً، حيث كان والده يعمل مدرباً في نادي مدينة نصر، وأعرف القصة التي مر بها، وكيف انتقل من نادي مدينة نصر، إلى عدة أندية منها العين الإماراتي ثم إلى الأهلي بعد ذلك، حيث كانوا يأتون لتصليح كراتهم عندي».

ويتابع: كما تعاملت مع لاعب النادي الأهلي الراحل أحمد ماهر، واللاعب محمد رمضان، ولاعب نادي الزمالك محمود سعد، والثنائي الشهير مصطفى رياض، والشاذلي لاعبي الترسانة.

لكن أيام السبعينات ولت وجاءت الرياح بما لا تشتهي ورشة عم مصطفى، الذي يقول: «تغيُّر الوقت له عامل كبير في تغير الأحوال، سواء تعلق الأمر بالصحة أو بتطوير الصناعة نفسها. فمن قبل كنا نقوم بتصنيع (الكُوَر) وتوريدها لأندية كثيرة، أما الآن فلم تعد تساعدني صحتي على ذلك. إلى جانب سيطرة المنتجات الصينية على السوق، حيث يستخدم معظم الناس الكرة الصينية. لكن الحمد لله ما زال الناس يأتون إلى المحل لإصلاح الكرات الممزقة، خاصة أن كلفة تصليحها لا تزيد على ٢٥ جنيهاً، بينما وصل سعر (الكرة الكَفَر) إلى بضعة آلاف من الجنيهات في بعض المحلات».

ويشرح مصطفى كيفية إصلاح الكرة بقوله: «أفتح الكرة، وأضع فيها بالونة خاصة بكرة القدم، من غير ما تظهر وأرتّق الجلد إذا كان مقطوعاً بخيط خاص، فتعود الكرة كما كانت».

التغيير الذي طال كل شيء طال أيضاً صناعة الكرة: «زمان كنا نصنعها من جلد طبيعي، أما اليوم فكلها مواد صناعية وفيها طبقة إسفنج، ورغم ذلك كان بالأول سعرها قليلاً، الآن زاد سعرها أضعافاً مضاعفة ووصل لآلاف الجنيهات».

«المهنة ساتراني ومكفية» هكذا وصف مصطفى حاله مع مهنته التي ظل وفياً لها منذ 50 عاماً، فأصبحت مثل أهله، رغم ضآلة العائد منها الآن، ومصطفى كورة له زبائنه الجدد ومنهم مجموعة من السوريين الذين أنشؤوا أكاديمية لتعليم الكرة ويأتون إليه لإصلاح الكرات المستخدمة في التمارين، وهناك مصريون يأتون له من جميع المحافظات، إما لشراء كرات، أو لتصليح كراتهم البالية.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

مينا مسعود يزور أهرامات الجيزة