ميركل تغادر منصبها بعد 16 عاماً من الإنجازات

التاريخ : 2021-01-16 (06:35 PM)   ،   المشاهدات : 1872   ،   التعليقات : 0

ميركل تغادر منصبها بعد 16 عاماً من الإنجازات

أعلن الحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، فوز أرمين لاشيت المؤيد لاستمرار سياسة ميركل، وهو ما قد يمثل خطوة أولى نحو اختيار خليفة «المرأة الحديدية» كما لقبها الكثير من وسائل الإعلام حول العالم بعد 16 عاماً من الإنجازات على كافة الأصعدة عالمياً وأوربياً.

بعدما سطرت ميركل تاريخاً حافلاً على مدار 4 دورات حافلة بالنجاحات المحلية والأوروبية، قادت خلالها القارة العجوز لعبور منحنيات شائكة آخرها جائحة «كورونا»، إذ قادت ميركل (66 عاماً) ألمانيا والاتحاد الأوروبي خلال أزمات منها الأزمة المالية في عام 2008 وأزمة الديون اليونانية في العام التالي وأزمة المهاجرين قبل خمسة أعوام.

بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام الألمانية أشادت بسيطرتها على الموجة الأولى للجائحة، لكن ذلك تحول إلى انتقاد وسط إحساس بفشلها في التعامل مع الموجة الثانية.

ولدت ميركل في العام 1954، في بلدة هامبورغ، لتترعرع في أسرة دينية مسيحية، ودرست علوم الكيمياء إلى أن انخرطت في حركة الديمقراطية المتنامية بعد سقوط جدار برلين في عام 1989، وانضمت إلى الحزب الجديد الصحوة الديمقراطية، لتصبح أول امرأة تتولى منصب مستشارة ألمانيا وأول مواطنة من ألمانيا الشرقية تقود البلاد بعد الوحدة.

وفي الجانب الأوروبي ترأست في 2007 المجلس الأوربي ومجموعة الـ8، لتصبح ثاني امرأة تشغل هذا المنصب على مر العصور أوروبياً، لتقود ميركل دول اليورو للعبور من أزمة 2008 الاقتصادية باتباع سياسة تقشفية انتشلت دولاً عدة من الإفلاس، مثل قبرص وإسبانيا والبرتغال واليونان.  

وفي 2015 سمحت لآلاف اللاجئين والمهاجرين بدخول البلاد، لتظهر التزاماً تجاه وعودها حتى ولو كانت غير شعبية، ما دفع وسائل إعلام إلى منحها ألقاباً عدة منها «المرأة الحديدية»

وعلى الصعيد الألماني حولت ميركل عجز الموازنة من 3.5%، عند استلامها السلطة، إلى فائض بلغ 3% من الناتج المحلي، كما نجحت في تحويل 85% من طاقة ألمانيا إلى طاقة نظيفة.

وخفضت ميركل مستوى البطالة من 12.9% إلى 4.9%، حتى إن بعض الشركات مهددة بالإغلاق لعدم توافر موظفين، لتصل نسبة رضى الألمان عن أدائها في آخر استفتاء لـ 72%.

وتجري ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، انتخابات في نهاية هذا الأسبوع، وستسلم ميركل، المتوقع أن يفوز حزبها المحافظ بمعظم مقاعد البرلمان، القيادة على الأرجح لواحد من ثلاثة رجال يتنافسون على قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

ويبدو السباق على زعامة الحزب المحافظ مفتوحاً على مصراعيه، فهناك ثلاثة مرشحين في بطاقة الاقتراع هم أرمين لاشيت، رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا الأكثر اكتظاظاً بالسكان، والقيادي السابق للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي ومحامي الشركات فريدريش ميرتس، وخبير الشؤون الخارجية في الكتلة البرلمانية للحزب نوربرت روتجن.

ويأتي التصويت في بداية عام حاسم في السياسة الألمانية، حيث من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية العامة في سبتمبر المقبل، وتخطط ميركل للتقاعد من السياسة في نهاية ولايتها الرابعة الحالية.

وتقليدياً، يقود زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الحملة الانتخابية كمرشح لمنصب المستشارية عن الحزب وحليفه الشقيق في ولاية بافاريا، الحزب المسيحي الاجتماعي.

لكن هذا العام، ظهر متنافسون محتملون آخرون لقيادة التحالف المسيحي في الانتخابات، لاسيما رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي ورئيس حكومة ولاية بافاريا، ماركوس زودر، وهو أحد السياسيين الأكثر شعبية في ألمانيا، ومن المتوقع صدور قرار بشأن مرشح الحزب لمنصب المستشار في مارس المقبل.

وكان قد تم إرجاء المؤتمر العام للحزب مرتين بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وسيعقد المؤتمر بمشاركة 1001 من مندوبي الحزب عبر الإنترنت لأول مرة.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

«الطفل المبتسم» يواجه «القاتل المتسلسل».. وصلاح يتصدر المشهد