جناح «تيرّا» يجسِّد التزام الإمارات بمفهوم الاستدامة

التاريخ : 2021-01-16 (06:51 PM)   ،   المشاهدات : 459   ،   التعليقات : 0

جناح «تيرّا» يجسِّد التزام الإمارات بمفهوم الاستدامة

الاستدامة واحدة من الموضوعات الرئيسية في إكسبو 2020 دبي. وسيكون الحدث الدولي، طوال فترة انعقاده الممتدة على ستة أشهر، منصة لإحداث التغيير، ومشاركة الحلول، واستكشاف الأفكار الجديدة التي تشجّعنا على العمل معاً من أجل حماية كوكبنا، ويتناول موضوع الاستدامة في إكسبو 2020، الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية للأماكن التي نعيش فيها، ويسعى إلى إحداث أثر بيئي إيجابي على المستوى المحلي، وإقليمياً، وعالمياً.

«تيرّا» الكلمة اللاتينية التي تعني الأرض، هي اسم جناح الاستدامة في إكسبو 2020 الذي سيجسد التزام دولة الإمارات، وإكسبو 2020، بمفهوم الاستدامة، ليكون عاملاً محفّزاً للتغيير في دولة الإمارات والمنطقة، وفي العالم أجمع.

وسيسلط جناح الاستدامة (تيرّا) الضوء على الحاجة الملحة للتصدي للتأثيرات البيئية السلبية التي يتسبب فيها السلوك البشري بدرجة كبيرة، عبر تجربة ممتعة ومرحة وشخصية، مصممة خصيصاً لتمكين الزوار، وخاصة الأطفال منهم، من فهم أثرهم على البيئة، وكسر حلقة السلوك الاستهلاكي، وبالتالي حثهم ليصبحوا دعاة للتغيير.

وسيمثل الجناح كذلك مثالاً يُحتذى على مستوى التصميم المعماري المستدام، وسيكون جزءاً من الإرث الذي سيخلّفه إكسبو 2020، بعد انتهاء فعالياته؛ إذ سيتحول إلى مركز للعلوم، سيُلهم الخيارات المستدامة للأجيال المقبلة. ويتطلع القائمون على جناح الاستدامة إلى أن يصبح ـ في مرحلة الإرث ـ مبنى ذاتي الاستدامة، يولّد احتياجاته الخاصة من طاقة ومياه بنسبة 100%.

 

التصميم  

وصممت الجناح شركة «غريمشو أركيتكتس»، على أن يكون مطابقاً لمعايير المباني الخضراء الحاصلة على شهادة «لييد» البلاتينية، للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة.

ويستمد الشكل الديناميكي للجناح الإلهام من العمليات الطبيعية، مثل التمثيل الضوئي، وهو ما يخدم وظيفته؛ إذ يستخلص الطاقة من أشعة الشمس ويحصد الماء العذب من رطوبة الهواء.

وستُنتج الطاقةَ ألواحٌ كهروضوئية على أعلى المواصفات، بينها 1,055 لوحاً مرتبة على مظلة السقف البالغ عرضها 130 متراً، وكذلك أعلى سلسلة من أشجار الطاقة المنتشرة ضمن المناظر الطبيعية.

وتستمد مظلة جناح الاستدامة الإلهام من شجرة الغاف التي ترمز لتجربة الجناح بالكامل. لا تنبت شجرة الغاف سوى في المناطق المناخية الأكثر جفافاً، وتحتاج إلى كميات قليلة جداً من الماء للبقاء، وتتمتع بالقدرة على العيش في البيئات الصحراوية.

ويتّبع تصميم السقف مبادئ الطبيعة، ليضم أكبر مساحة ممكنة من الألواح الشمسية، ويسهل عملية التنظيف. وتحيط أشجار الطاقة تلك بالمبنى، لتغطية المساحات الخارجية بالظل، وستتبع مسار الشمس لتوليد أكبر قدر ممكن من الطاقة.

 

اكتفاء ذاتي  

وفي المجمل، ستنتج تقنية المبنى أربعة جيجاوات ساعة من الكهرباء سنوياً، وهذه الكمية كافية لقيادة سيارة «نيسان ليف» الكهربائية لمسافة تعادل نصف المسافة التي تفصلنا عن كوكب المريخ.

وبفضل امتداد معظم المساحات تحت الأرض وتحصينها بجدران سميكة ومعزولة بأقل قدر ممكن من الطلاء الزجاجي، يتاح توفير كمية إضافية من الطاقة. وفي الوقت نفسه، يعمل السقف الشمسي مظلة عملاقة للحد من الأثر الحراري للشمس. وستسمح مظلة الجناح، المصممة على شكل قمع يضيق في الاتجاه إلى الأسفل، بتدفق الهواء على نحو يوفر تهوية طبيعية لباحة الجناح، فضلاً عن أنها ستسمح بتسلل الضوء المحيط، وهو ما يسهم في الحد من متطلبات الطاقة.  

وصُمم جناح الاستدامة ليحقق اكتفاءه الذاتي من الطاقة والمياه، عبر استخدام استراتيجيات خفض استهلاك المياه، وإعادة تدوير المياه، ومصادر المياه البديلة.

ويُجمَع الماء المكثّف من نظام معالجة الهواء، ثم يُنقّى، ويُطهَر، ويُمزَج بالماء متوسط الملوحة، الموجود بالقرب من السطح، الذي يخضع للتحلية في الموقع لتزويد الجناح بالماء الصالح للشرب. وكلما ازدادت حرارة الهواء في الخارج وازداد عدد زوار الجناح، ازدادت تبعاً لذلك، كميات الماء المكثّف للاستخدام داخل الجناح. وتساعد المقْصَبات كذلك، في عملية التنقية الطبيعية للمياه.

 

شجرة المياه

وفي منطقة الجناح، توجد أيضاً تقنية متطورة تُدعى «شجرة المياه»، تستخدم هيكلاً معدنياً عضوياً ومبتكراً، ويمكنها استخلاص الماء من رطوبة الجو، كما تمتص الإسفنجة الماء، وتعمل بالطاقة الشمسية بالكامل.

وسيغطي جناح الاستدامة والأراضي المحيطة به نحو 25,000 متر مربع، وستكون هذه المساحة مزودة بتقنيات ريّ مبتكرة، بما فيها نظام لإعادة تدوير المياه الرمادية، ونباتات محلية لخفض استهلاك المياه بنسبة 75%. وانطلاقاً من التنوع البيولوجي الغني للمنطقة، والطرق المبهرة التي تكيّفت بها الطبيعة مع المناخ القاسي والظروف الملأى بالتحديات، ستعرض حدائق الجناح محاصيل جديدة يجري تطويرها للمناخات الجافة، ويمكنها المساهمة في تحقيق أمن المنطقة الغذائي في المستقبل.

وصُممت أرضيات الجناح لتكون صديقة للنحل؛ إذ سيُعاد توطين النحل الذي كان قد نُقل من موقع إكسبو 2020 دبي أثناء بناء الموقع، ووضعه في خلية في الموقع، بعد اختتام فعاليات الحدث الدولي.

 

تجربة الزوار  

وستكون التجربة في جناح الاستدامة واحدة من التجارب المميزة في إكسبو 2020 دبي، وستأخذ ملايين الزوار في رحلة غامرة عبر عجائب الطبيعة، وستلهمهم لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة.  

ويقدم جناح الاستدامة لزواره حكاية علاقة البشر بالطبيعة، وفي الوقت ذاته، يعالج الأثر البيئي السلبي الذي يتسبب فيه إلى حد كبير، السلوك البشري، وذلك ليساعد الزوار، والجيل الصاعد على وجه الخصوص، على فهم أثرهم على البيئة، وكسر حلقة السلوك الاستهلاكي، ومن ثَم يحثهم ليصبحوا دعاة للتغيير. وسيغطي جناح الاستدامة مساحة 6,300 متر مربع، وسيتسع لـ4,400 شخص في الساعة، وستستغرق كل زيارة نحو 45 دقيقة.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

3 أندية إماراتية تتواصل مع نجم الأهلي المصري