مُبرمج مصري يحوّل 60 فيلماً من الأبيض والأسود إلى الألوان

التاريخ : 2021-01-19 (12:12 PM)   ،   المشاهدات : 701   ،   التعليقات : 0


جذبت نشأة الشاب المصري محمد الديب، في كنف عائلة فنية، لعالم أفلام الأبيض والأسود، فجده هو الفنان المصري محمد الديب أحد نجوم مسرح نجيب الريحاني والذي لمع نجمه في فترة الثلاثينات في أفلام إسماعيل ياسين ومسرحيات نجيب الريحاني وغيرها.

وجدته الفنانة جمالات زايد إحدى نجمات جيلها وشقيقة النجمة آمال زايد، وهما من نجوم أفلام الأبيض وأسود، مروراً بالفنانة معالي زايد التي كان الديب يزورها دائماً بحكم صلة القرابة، فهي ابنة خالة والده، إضافة لوالده الذي عمل مدير إنتاج لعدد من المسلسلات المصرية الشهيرة كمسلسل الشيخ الشعراوي.

كلها عوامل فنية بامتياز شكلت بيئة خصبة من الإبداع الفني نشأ وترعرع فيها الديب، فأشبعت قلبه وروحه بسحر السينما القديمة، وجعلت عينيه دائماً ما تبحثان عن الأفلام القديمة، فعشقها وحفظها عن ظهر قلب، حتى جاءت مبادرته الفريدة لتلوين أفلام الأبيض والأسود بجودة عالية، ساعده على تحقيقها عمله في مجال تكنولوجيا المعلومات.

ويقول الديب: «تخرجت في كلية حاسبات ومعلومات جامعة القاهرة تخصص تكنولوجيا المعلومات عام 2008، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة القاهرة في نفس التخصص عام 2011، وعملت في مصر مهندس برمجيات، ثم انتقلت للعمل بفنلندا كباحث في جامعة (يوينسو)، ثم حصلت على منحة لدراسة الدكتوراه في بلجيكا من جامعة (غينت) في تخصص مُعالجة الصور والذكاء الاصطناعي، وأعمل حالياً مهندس برمجيات وباحثاً في شركة أمريكية تقوم بتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لشركات السيارات».

ويُضيف: «نشأتي في عائلة فنية كان لها أثر في تشكيل وعيي السينمائي خصوصاً فيما يتعلق بالأفلام القديمة، ولاحظت أن هناك انبهاراً من الناس تجاه الصورة القديمة التي يقوم البعض بتلوينها على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر جذبني أيضاً فأردت سحبه إلى اهتمامي بالأفلام مُستغلاً خبرتي التكنولوجية في تلوين فيديوهات التراث القديم من مقاطع غنائية وأفلام ومسرحيات».

سبب آخر جعل الديب يُقدم على مبادرة تلوين الأفلام هو قيامه من قبل بنفس الأمر تجاه صور عائلته الفنية، فرمم صور جده وجدته وأصدقائهما من نجوم زمن الفن الجميل، فأراد أن يستغل خبرته ليراهم بالألوان وشارك الصور على السوشيال ميديا.

وعن ذلك يقول: «مُنذ أكثر من عام وأنا أعمل على تلوين صور النجوم قديماً، ثم بدأت بفيديوهات بمقاطع صغيرة لأغاني أفلام ومسرحيات شهيرة، وفي كل مرة كنت أحاول تطوير الألوان والترميم ذاته، ثم بدأنا بتلوين أول فيلم وكان غزل البنات، وعند نشره على السوشيال ميديا نال استحساناً كبيراً وانبهاراً بالفكرة، فقررت تكرارها مرة أخرى، ومع فريق مكون من مجموعة من مهندسي البرمجيات وباحثين في الذكاء الاصطناعي».

ومع فريقه يلون الأفلام التي يختارها متابعو صفحته على «فيسبوك»، خصوصاً المشهورة منها، كابن حميدو وغزل البنات وغيرها من علامات السينما، أو يطرح اسم فنان من زمن الفن الجميل ويختار الجمهور أبرز أفلامه التي يتمنون تلوينها، حيث لون الديب مع فريقه 60 فيلماً و3 مسرحيات.

ويستطرد: «يستغرق تلوين الفيلم من أسبوعين لثلاثة أسابيع، وتعتمد المُعالجة على عدة عوامل أهمها المدة والجودة ونقاء الصورة، وحقوق الملكية، وعند تلوينه يعود المكسب المادي من يوتيوب لمن رفع الفيلم في الأساس، لكن عند رفض يوتيوب عرض الفيلم بعد تلوينه نظراً لحقوق الملكية الفكرية، نقوم بحذفه وعرض مقتطفات منه فقط على فيسبوك إن أمكن».

ورغم بعض الانتقادات المُوجهة لمبادرة الديب والتي ترى أن «حلاوة» الأفلام القديمة في شكلها وصبغة القِدم التي تصبغها، إلا أنه يرى أن هدف مبادرته الحفاظ على التراث.

وعن ذلك يقول: «أحترم كل التعليقات سواء بالإعجاب أو النقد، أفلام الأبيض والأسود ستحتفظ دائماً بمكانتها في قلوبنا كجيل ارتبط بها وعشقها، وهدفنا الوحيد من تلوينها هو إحياء التراث القديم وجلبه بثوب جديد للمُشاهد خصوصاً الأجيال الجديدة التي ربما لم تشاهد تلك الأفلام».

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

سنجاب يمشي على السياج حاملاً سكيناً