سينمائيون إماراتيون: الطريق إلى العالمية يبدأ من كنوز التراث المحلي

التاريخ : 2021-01-19 (12:18 PM)   ،   المشاهدات : 503   ،   التعليقات : 0

سينمائيون إماراتيون: الطريق إلى العالمية يبدأ من كنوز التراث المحلي

دعا فنانون إماراتيون صناع السينما في الإمارات إلى الاستفادة من مفردات ونتاج الثقافة والتراث المحليين، وتقديم أعمال تعكس الطابع المحلي من أجل إيصاله إلى العالم، مشيرين إلى أن الاستلهام من كنوز الثقافة المحلية هي أساس ومنطلق طريق الوصول العالمية.

وحدد سينمائيون خلال ندوة افتراضية نظمها صباح اليوم الاثنين، مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، بعنوان «التراث في السينما الإماراتية من المحلية إلى العالمية»، عدداً من المعضلات التي تقف أمام السينما في الإمارات، يأتي على رأسها ارتباط مشاريعها بأشخاص أكثر منها بمؤسسات تدافع عنها باعتبارها مشاريع ثقافية لا اقتصادية، منتقدين عدم استمرار المهرجانات السينمائية المهمة التي أسست لحركة سينمائية في المنطقة.

لكنهم أكدوا أن السينما الإماراتية ورغم حداثتها النسبية، إلّا أنها حققت العالمية ببعض المشاريع الفردية، رابطين وصول أعمال سينمائية إلى منصات التتويج العالمية بوجود دعم حكومي سخي إلى جانب دعم قوي من القطاع الخاص.

 

تجربة شبابية

وصف الباحث الرئيسي في مركز زايد للدراسات والبحوث ومدير الجلسة الدكتور محمد الفاتح، الشخصية الإماراتية بالمبتكرة، معبراً عن ثقته في أن المبادرات الشخصية في مجال السينما ستنمو وستكبر، وتنطلق لتوازي حجم الإمارات الدولي المتربع عالمياً في كل مقاماتها.

واستعرض الفاتح، مشاهد قصيرة من أفلام مشاركين في الندوة، والتي حملت طابعاً تراثياً مثل فيلم صوت البحر للمخرج نجوم الغانم، مشيداً بتجربة المخرج الإماراتي ناصر الظاهري، التي قال إنها تعتبر تجربة شبابية جديدة، نبني عليها آمالاً واعدة، لأنها تحمل رؤى ومضامين مختلفة مميزة، لافتاً إلى أنه استطاع أن يحقق حضوراً في الساحة الثقافية الفكرية محلياً وعربياً وعالمياً.

وأشار إلى فيلمين في رصيد الظاهري، أحدهما هو «التسامح»، مؤكداً أنه فيلم جديد في طرحه وسابق لزمنه، وأنه لم يكن يتوقع إصدار فيلم بهذا الزخم عن التسامح.

أما الفيلم الآخر الذي استعرض الفاتح مشهداً منه فهو «فيلم سيرة الماء والنخل والأهل»، الذي حصد عدة جوائز عربية وعالمية.

 

مشاريع ثقافية

ورغم أن السينما الإماراتية بدأت متأخرة حتى عن نظيراتها الخليجية، إلّا أنها -وبحسب السينمائي الإماراتي مسعود أمر الله- قفزت منذ انطلاقها قفزات كبيرة، لتصبح محط أنظار الوطن العربي بالدرجة الأولى، ثم العالم.

لكن أمر الله يجد أن هناك معضلات عدة تقف أمام السينما في الإمارات، من أبرزها أن مشاريعها مرتبطة بأشخاص أكثر منها بمؤسسات حكومية تدافع عن المشاريع السينمائية، باعتبارها مشاريع ثقافية لا مشاريع اقتصادية.

وانتقد أمر الله، عدم استمرار المهرجانات السينمائية المهمة على الرغم من إنجازاتها في الإمارات، كمهرجان الخليج السينمائي الذي توقف بعد أن أسس حركة سينمائية في المنطقة، واكتشف أصواتاً مختلفة لم يعرفها المجتمع السينمائي الدولي.

وأشار إلى أن السينما الإماراتية ورغم حداثتها النسبية، لكنها حققت العالمية ببعض المشاريع الفردية، مؤكداً أن المنتج الحقيقي الواعي الذي يوظف طاقاته الإنسانية في الفيلم، سوف يصل إلى كل متفرج سواءً كان محلياً أو عالمياً.

ودعا السينمائيين إلى الاستفادة من فرادة الثقافة المحلية والتراث، والعمل على الاستمرار في هذه الصناعة، والتي تعكس الطابع الثقافي المحلي لأنها بداية الوصول إلى العالمية.

 

دعم سخي

وربط المخرج الإماراتي ناصر الظاهري إمكانية وصول السينما الإماراتية بعمق إلى السينما العالمية، بوجود دعم حكومي سخي، مستشهداً بالسينما المصرية التي لم تنجح من دون مؤسسة قطاع السينما التي كانت تمولها الحكومة. وأضاف: كذلك السينما في تونس لم تصل إلى العالمية إلّا من خلال قطاع دعم وسند حكومي، كما لم تأخذ السينما الجزائرية السعفة الذهبية في مهرجان كان، إلّا بسبب وجود قطاع كبير تدعمه وزارة الثقافة بصناديق الدعم السينمائي.

وأكد ناصر الظاهري، أن تأسيس سينما راقية وليس أفلاماً تجارية، بل سينما دولية تعرف في كل مكان وتحقق شروط ومقاييس المهرجانات الدولية، يتطلب إنتاج عدد ضخم من الأفلام، ودعم حكومي سخي على هذا الإنتاج السينمائي.

 

كنوز التراث

أكدت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم في مداخلتها أن صناع السينما يحتاجون إلى ثقافة أكثر أصالة وعمقاً وبعداً من المسائل التقنية فقط، منوهة بأن الوصول إلى العالمية لن يأتي إلّا من خلال الاستفادة من كنوز التراث المحلي الغني بتفاصيل كثيرة يمكن أن تقدم فيلماً على الطراز العالمي.

 

أزمة نصوص

طالب المنتج والمخرج الإماراتي منصور البيهوني الظاهري، بأن تصنع السينما الإماراتية بأقلام إماراتية، لافتاً إلى أن هناك نقصاً في الكتابة بالنسبة للنصوص السينمائية الإماراتية، ومؤكداً أن الإنتاج العربي غني بالنصوص، في الوقت الذي يغيب فيه المحتوى الإماراتي الثقافي الحقيقي.

وأشار إلى أن الصناعة السينمائية في مختلف دول العالم، مدعومة من قطاع خاص، مؤكداً أن العالمية ليست صدقة جارية وإنما تنافس شديد، حيث تنتج سنوياً آلاف الأفلام، ولكن عدد الأفلام التي تنجح من بينها قليل جداً.

ونوه بأن الإمارات تراهن على شيء مختلف، وهو وجود ثقافات مختلفة، من الممكن لأي مبدع أن يستلهم منها توليفة سينمائية من ثقافات متنوعة، كما في فيلم المنصة الذي يجري العمل على الجزء الثاني منه في الوقت الحالي.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

«الملعب قرية صغيرة».. المصطلح الجديد لكرة القدم الأوروبية