في إطار جهود الجامعة القاسمية الرامية إلى تعزيز القراءة وضمن فعاليات وبرامج شهر القراءة وتحت عنوان (القاسمية تقرأ) استضافت الجامعة القاسمية ممثلة في عمادة شؤون الطلبة سعادة الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة وذلك في محاضرة قدمها عن بعد مساء أمس .

محاضرةتكاملت في أهداف القراءة وحملت عنوانا عاما (رحلة مع كتاب) وذلك في محورها (قيمة الزمن عند العلماء)، وتضمنت المحاضرة عدة محاور، ومن ضمنها: مقدمة حول القراءة وأهميتها وكذلك أهمية الزمن في حياتنا وسبب اختياره لهذا الكتاب وأهمية تنظيم الوقت في حياتنا وعلاقته ذلك بالإنجاز، وضرورة وضع الخطط الخمسية أو العشرية للسنوات الخمس أو العشر القادمة وتضمينها أهدافًا متنوعة (علمية ودراسية ومعرفية واقتصادية واجتماعية)، وذلك يتطلب منا تنظيم أوقاتنا بما يساعد على تحقيق هذه الأهداف في عدة مجالات وفي زمن قياسي وبشكل متوازي ومن خلال تحديد الأولويات في حياتنا.

والمحور الثاني للمحاضرة أشار فيه الحمادي إلى فكرة الكتاب ومنهجيته حيث يقدم المؤلف للقارئ نماذج للعلماء السابقين الذين سطروا لنا أروع الأمثلة في تحقيق الإنجازات العظيمة من خلال تنظيمهم لأوقاتهم وتقديرهم لقيمة الزمن حتى أصبحوا أعلامًا ومرجعًا في عدة مجالات وبابًا للعلم والمعرفة، وتمكنوا من تحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات في وقت قياسي ودقيق ومنظم.

وحول منهجية الكتاب أشار الحمادي إلى أن الكاتب عمل على الأخبار التي ذكرها لأولئك العلماء العظماء في تقديرهم لقيمة الزمن بناءً على تسلسل سِنِيّ الوفيات، وليس على أساس الموضوعات، وذلك حفاظًا على قيمة الوقت عند المتقدمين على المتأخرين، أما حول قيمة الكتاب فقد وصلت الطبعة الأخيرة إلى الطبعة الخامسة وتميزت بــ: إضافة زيادات كثيرة وهامة، وإدراج عناوين لمقاطعه، وإدراج فهرسًا للأعلام فيه.

كما أشار المحاضر إلى مجالات ومصادر الكتاب التي اعتمد عليها الكاتب من شتى الموضوعات (التفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، والتراجم، والرجال، والبلدان، واللغة العربية، والنحو، والأخلاق، وغيرها)، حيث استغرق التأليف عشرين سنة جمع فيها المؤلف حصيلة من المطالعات والمراجعات في كتب العلم في شتى الموضوعات تضمنت أقوالًا وأفعالًا لقيمة الزمن عند العلماء.

ثُم أشار الحمادي إلى عدد من النماذج لقيمة الزمن عند العلماء الذين وصل عدد مؤلفاتهم إلى أكثر من ثمانمئة مجلد، بل إن بعضهم عاش ما يقارب تسعين سنة، ولو وزعت صفحات مؤلفاتهم على أيام حياتهم لكان إنجاز كل يوم ما يقارب أربع عشرة ورقة، ومن تلك النماذج من تاريخنا في قيمة الزمن عند العلماء والعظماء السابقين: (الخليل بن أحمد الفراهيدي، والجاحظ، والفتح بن خاقان، وابن الجرير، وابن عقيل، والبيروني، والنووي، وابن النفيس)، فابن عقيل مثلًا يُعد كتابه (الفنون) من أعظم وأكبر المؤلفات في تاريخنا حيث تجاوزت عدد مجلداته عن ثمانمئة مجلد.

كما أشار الحمادي إلى نماذج واقعية للطلبة في تقدير قيمة الزمن والإنجازات وفي مقدمتهم الرئيس الأعلى للجامعة القاسمية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يعد قدوة في تقدير قيمة الزمن وإنجازاته العلمية والمعرفية وإصداره للعديد من المؤلفات، حتى يكون هذا النموذج لسموه حافزًا للطلبة نحو القراءة وتنظيم الوقت والحرص على الإنجاز العلمي والمعرفي وضرورة أن تكون لهم مؤلفات وإصدارات علمية ومعرفية مستقبلًا وأن ذلك لا يتأتى إلا بالاجتهاد والتفوق في الدراسة، وختم حديثه في هذا الإطار بسؤال وجههُ للطلبة حتى تكون الإجابة حافزًا لهم، وهو كم عدد مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؟

وبعد انتهاء المحاضرة وتقديم أروع النماذج لِقيمة الزمن عند العلماء وإنجازاتهم العظيمة في مجال حياتهم وتكريس حياتهم في سبيل توريث العلم لمن بعدهم، قدم الحمادي مجموعة من التوجيهات والإرشادات في مجال القراءة، لتمكين الطلبة بالجامعة من تنظيم واستثمار أوقاتهم؛ كوضوح الأهداف وأهميتها للقراءة، وكيف نُحبب أنفسنا للقراءة، ونصائح حول القراءة، وكيفية استثمار الأوقات السلبية.

وفي خِتام المحاضرة قدم الحمادي الشكر والتقدير إلى الجامعة القاسمية للاستضافة في تقديم المحاضرة مثمنًا جهود الجامعة في إعداد برامج وفعاليات خاصة بشهر القراءة وتحت شعار (القاسمية تقرأ)، كما قدم الشكر إلى جميع منسوبي ومنسوبات الجامعة وفي مقدمتهم سعادة مدير الجامعة الأستاذ الدكتور خلف العواد واللجنة المنظمة للفعاليات.

‎