هل تنتقل معركة الطاقة الى افريقيا

التاريخ : 2022-07-12 (09:43 PM)   ،   المشاهدات : 2038   ،   التعليقات : 0

هل تنتقل معركة الطاقة الى افريقيا

بعد تصاعد الأزمة بين روسيا الاتحادية وأوروبا بسب أمدادات الغاز، صارت كل الدول الغربية الأن تبحث عن بدائل للبدائل (ان وجدت) للغاز والنفط والحبوب.. وشراء الذهب.. ولذلك كان الاتحاد الاوروبي شغوف بدعم مصر من اجل الحصول على غاز شرق المتوسط الواقع في المياة الاقتصادية المصرية من جانب، وتلطيف الأجواء مع الجزائر من جانب أخر بعد الصدام الذي حدث مؤخرا بين الجزائر وأسبانيا جراء اعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء.

وعلى ذكر كلمة "الذهب" لا يفوتنا اعلان حكومة أوغندا مؤخرا اكتشاف مكامن من الذهب الخام تحتوي على نحو 31 مليون طن، بقيمة تفوق 12 تريليون دولار، وبرغم ان الخبر لم يسلط عليه الضوء إلا أنه غاية الأهمية ولا يمر أمامنا مرور الكرام، وسنتوقف أمامه قليلا.

والحقيقة نحن لا ننسى جهود وزارة الطاقة وتنمية المعادن في اوغندا خلال العامين الماضيين، واللذان شهدا جهود ضخمة في عمليات استكشاف من الجو في جميع أرجاء اوغندا، أعقبها بعد ذلك عملية مسحة ضخمة بجانب تحاليل جيوفيزيائية وجيوكيميائية، وهو ما تسعى له حكومة الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني لتعزيز الاستثمار في التعدين لتطوير موارد مثل النحاس وخام الحديد والكوبالت والفوسفات.

ومعلومة هامة وخطيرة لكم وهي حتى الأن الصين أبرز ان لم تكن الوحيدة التي تنشئ مناجم التعدين هناك، فالصين أنشأت منجماً لتعدين الذهب في منطقة بوسيا بشرق أوغندا، ومن المتوقع أن تبدأ الإنتاج هذا العام، والمعلومة الاهم لنا نحن كعرب ان لا أحد يستورد الذهب من أوغندا سوى الإمارات، ما يكشف لكم تواجد وحضور الامارات القوي في قلب القارة السمراء.

وأخيرا وليس أخرا لو تحقق مجلس الذهب العالمي أو بالأدق المخابرات الغربية من اكتشافات أوغندا الهائلة من الذهب، فحينها ستشاهدون أخبار وتقارير عن وضع الحريات وحقوق الأنسان في تلك الدولة ليل نهار.

والكل يعرف السر فيما تتعرض له الدول التي يوجد بباطن أرضها ثروات ومصادر للطاقة منذ منتصف القرن الماضي من مؤامرات ودسائس، فالنفط كان السر الخفي في أغلب الحروب التي دارت وتدور الأن في المنطقة، والأن الغاز هو المحرك الأول في الحرب الروسية الغربية لا الحرب الروسية الأوكرانية كما تبدو للعين المجردة، واليورانيوم والذهب كان سر عدوان طيران الناتو على ليبيا في 2011، وسر عناد فرنسا في عدم الخروج من مالي، برغم كل ما تفعله مالي للتحرر من قبضة الاستعمار الاقتصادي الفرنسي، وكذلك هو سر وجود الفاجنر الروسي في غرب افريقيا.

فادي عيد وهيب
المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الناشر: fady.world86@gmail.com

إضافة تعليق

الخبر التالي

رئيس الدولة يستقبل أوائل الطلبة في الصف الثاني عشر وأولياء أمورهم وعدداً من الكوادر التربوية