الشمولية تقود إلى التنوع: كيف يمكن للرجال أن يكونوا أكثر دعماً للمرأة في مجال التكنولوجيا

التاريخ : 2022-09-26 (01:45 PM)   ،   المشاهدات : 248   ،   التعليقات : 0

الشمولية تقود إلى التنوع: كيف يمكن للرجال أن يكونوا أكثر دعماً للمرأة في مجال التكنولوجيا

بقلم: جوانا هودجسون، مديرة مهندسي الحلول في شركة «ريد هات»

 

في وقت سابق من هذا العام، أجرت «ريد هات»، المزود الرائد عالمياً لحلول البرمجيات مفتوحة المصدر، بالتعاون مع (يوجوف YouGov)، المؤسسة العالمية المتخصصة في أبحاث السوق عبر الانترنت، بحثاً خلُص إلى أن نحو 1 من كل 20 شخصاً قد تعاملوا مع أحد أشكال برمجيات الحاسوب منذ الإعلان لأول مرة عن سياسات الإغلاق مع تفشي الجائحة. وشكلت السيدات نحو ربع هؤلاء المبرمجين الجدد. 

 

وفي حين أن هذه النسبة قد لا تبدو كبيرة، إلا أننا إذا ما قارناها بحقيقة أن 14٪ فقط من المبرمجين ومطوري البرمجيات في المملكة المتحدة هم من السيدات، فربما يشير ذلك إلى تطور واعد وملحوظ في الجهود الرامية لمعالجة عدم التوازن بين الجنسين في مجال التكنولوجيا. والأكثر من ذلك، أن 71٪ من هؤلاء السيدات دأبن على تعلممهارات البرمجة مع وضع فرص العمل الجديدة بعين الاعتبار (مقارنة بنسبة 66٪ من الرجال).

 

وتشير نتائج دراستنا إلى أن هناك توجهاً متزايداً بين السيدات للعمل في مجالات الترميز والوظائف التقنية، حيث يمكنهن الاستفادة من هذه المهارات. ويتزامن هذا الواقع مع ارتفاع الطلب على الوظائف والكفاءات التقنية بشكل ملحوظ منذ بداية جائحة كورونا.

 

وبعد أن أمضيت معظم مسيرتي المهنية في مجال التكنولوجيا بصفتي المرأة الوحيدة في القسم الذي أعمل فيه، أتفهم التحديات التي يمكن أن تواجه السيدات في قطاع جديد يهيمن عليه الرجال. وربما يزيد هذا الواقع مشاعر الشك الذاتي، ويوضح نوعاً ما المسؤولية الملقاة على الرجال - بصفتهم مجموعة الأغلبية - لتعزيز الشمولية والشعور بالانتماء للسيدات اللواتي يعملن معهم. ومن هنا، يتبادر إلى ذهني السؤال التالي، من أين وكيف يمكن للرجال البدء برحلة جديدة يكونون فيها أكثر دعماً للسيدات؟

 

  1. تقديم مساهمة

يبدأ التغيير دائماً بالتعليم، ويحتاج الرجال أولاً إلى الوعي حول الدور الذي يمكنهم لعبه في تعزيز جهود التنوع والشمول، وأخذ الوقت الكافي للتواصل مع زميلاتهم من الإناث ومعرفة التحديات المحددة التي يواجهْنها.

 

ويمكن للرجال من خلال القيام بدور أكثر نشاطاً في مبادرات الشركة التي تقودها السيدات واستخدامها كفرص للاستماع، الحصول على رؤى وفهم أفضل حول التحديات ونقاط الضعف التي ربما لم يلاحظها أحد من قبل، وكيف يمكن معالجتها وتقديم الدعم للسيدات.

 

  1. التوجيه

هناك الكثير من التركيز على ضرورة أن تقوم السيدات الأكثر خبرة بتوجيه الموظفات الجدد، وهذا الأمر لا شك أنه مفيد، ولكن يمكن القول إن من المهم للغاية أن يتولى الرجال هذا الدور التوجيهي، حيث إنه نادراً ما تكون علاقات التوجيه أحادية الاتجاه، ما يعني أنه ليس فقط المتدرب هو من يستفيد. ومن واقع خبرتي، سيتحدث معظم الموجهين عن الأشياء الإيجابية التي يحصلون عليها من تلك العلاقة.

 

وفي حين أن الرجال قد يكونون قادرين على مشاركة منهجيات ووجهات نظر مختلفة لتتعلم منها المتدربات، فقد يكتسب المرشدون أيضاً نظرة ثاقبة حول العوائق التي تواجه السيدات في بيئات العمل. وقد ثبت أنه بدلاً من الافتقار إلى الرغبة في تحسين الأشياء، من المرجح أن يفتقر الرجال إلى الوعي بماهية العوائق الموجودة. وكاستنتاج منطقي، كلما زاد عدد الرجال الذين يوجهون النساء، تزداد القدرة على تحديد المشكلات ويمكن أن تتغير الأمور بسرعة نحو الافضل.

 

وتتطلب عملية تقديم توجيهات وإرشادات جيدة منح المتدربات فرصة التعرف إلى شبكتك والاحتكاك معهم، بالإضافة إلى التعرف على المحفزات التي يحتجنها. وفي بداية مسيرتي المهنية، كنت أنتظر في كثير من الأحيان أن يحفزني مرشدي قبل أن أسعى وراء فرص معينة أو أتحمل مسؤولية إضافية كنت على أتم الاستعداد لها في ذلك الوقت.

 

وعلى نحو مماثل، كان مرشدي يؤجل لي بانتظام فرص التحدث إلي، وكان يعلم أنني أستطيع القيام بأفضل وظيفة، وأنني سأستفيد أكثر من هذه الفرص. لقد كانت التجربة ذات فائدة مشتركة لكلينا – حيث اكتسبت أنا الخبرة والسمعة، وكان مرشدي قادراً على القيام بأدوار ومسؤوليات جديدة بعد إدراكه أن المسؤوليات القديمة في أيدٍ أمينة.

 

  1. شركة مفتوحة وقيادة منفتحة

كل ما نقوم به في «ريد هات» متجذر في قيم المصادر المفتوحة، ويمتد ذلك بشكل طبيعي إلى ثقافتنا وقيادتنا أيضاً. ومن منظور ثقافي، يشير نهج المصدر المفتوح إلى التعاون مع الأشخاص المستعدين لتحفيز أفكارنا، وتعزيز قيم الثقة والحرية – التي تمكن الناس من تبادل الآراء والأفكار والخبرات بحرية من أجل إلهام إحراز تقدم هادف.

 

وفي حين يمكن للشركات تبّني هذه المبادئ لتعزيز الثقافة المؤسسية بشكل عام، يمكنها أيضاً أن تساعد في تذليل العوائق وإزالة الحواجز والتسلسل الهرمي الذي يمكن أن يبقي الديناميكيات التقليدية بين الجنسين. وذلك ليس مهماً فقط لتحسين التنوع والشمول، بل أيضاً يمكن أن يحسن نوعية المنتج، فكلما زاد تنوع الفريق المشارك في بناء منتج تقني، كان الحل أفضل.

 

وفي العالم المثالي، ستقدم السيدات أنفسهن بشكل استباقي كمرشحات جديرات بالثقة لكل فرصة أو دور وظيفي يتناسب مع مهاراتهن، وفي الوقت الذي آمل فيه أن نصل إلى هذا العالم، لا بدّ من إدراك أن التغيير يحدث تدريجياً. لذلك، سنواصل تشجيع أولئك الذين يشغلون مناصب عليا، وهم في الغالب من الرجال في قطاع التكنولوجيا، على تمكين النساء ومناصرتهن ودعمهن في كل فرصة متاحة.

الناشر: mslgroup.com | بواسطة: Omar Abd Raboo

إضافة تعليق

الخبر التالي