في الكونغرس العالمي للإعلام .. «تريندز» يشارك بجلسة حوارية حول «دور الإعلام في قيام مجتمعات متسامحة»

التاريخ : 2022-11-17 (08:31 AM)   ،   المشاهدات : 303   ،   التعليقات : 0

أبوظبي

ضمن مساهماته في فعاليات الدورة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام، شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في جلسة حوارية نظمتها وكالة أنباء الإمارات (وام) بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، بعنوان: «دور الإعلام في قيام مجتمعات متسامحة»، وذلك في مقر في مركز أبوظبي الدولي للمعارض. كما نظم ندوة بمنصة الإبداع حول «دور الإعلام ومراكز البحوث في سد الفجوة المعرفية»، بينما يشارك في الكونغرس بجناح خاصيضم مجموعة من إصداراته البحثية.

وأكد الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز في الجلسة التي انعقدت بالقاعة الرئيسية أهمية التسامح كقيمة إنسانية أساسية لتحقيق الاستقرار المجتمعي والنهضة التنموية الشاملة، مشيرًا إلى أن كافة الدول تحتاج إليها من أجل خلق مجتمعات متماسكة قادرة على مواجهة مختلف التحديات، وفي مقدمتها سعي بعض الجهات والتنظيمات إلى اختراق هذه المجتمعات وإثارة الفتن والصراعات داخلها.

وأضاف أن ثقافة التسامح هي البوتقة التي تنصهر فيها كل المكونات والاختلافات العقائدية والثقافية والعرقية والدينية، بما يسمح ببناء مجتمعات متماسكة داخليًا، تقبل الاختلافات وتنبذ الكراهية، محذرًا من أن غياب هذه الثقافة يسهم بشكل مباشر في انتشار الصراعات وجرائم الكراهية.

وشدد على دور الإعلام في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات، وقال إن الإعلام بما يمتلكه من قدرات هائلة وأدوات عديدة له دور بالغ الأهمية، خاصة في ظل ما نشهده من تطور تكنولوجي هائل وثورة رقمية فتحت المجال أمام الإعلام لاختراق مختلف الثقافات دون قيود.

وأشار الدكتور العلي إلى أن هذه الثورة الرقمية عززت من أهمية دور الإعلام كسلاح ذي حدين، وحدد بعض الإجراءات التي يمكن للإعلام بشقيه التقليدي والجديد، أن يقوم بها من أجل نشر ثقافة التسامح وتعزيزها، ومن أبرزها نشر محتوى إعلامي يشجع على التسامح وقبول الآخر بطرق حديثة جذابة، والتركيز بصورة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد الذي أصبح هو الوجهة الأساسية للشباب وساحة التجنيد الأولى لهم، إضافة إلى ضرورة التركيز في الخطاب الإعلامي على أن الاختلاف بين الناس سُنّة كونية ينبغي التعاملُ معها لا إلغاؤها، وأن التسامح هو أساس استقرار المجتمع.

وأوضح أن من بين الإجراءات أيضًا تصحيح الصور النمطية (الدينية) وضبط المصطلحات، والتوقف عن استخدام مصطلحات ملغومة يُراد بها التحريض الديني والعنصري والطائفي والمذهبي، وتقديم خطاب إعلامي يستند إلى العقل والمنطق وصحيح الدين، وتشجيع فكرة الحوار بين الأديان والثقافات والترويج لها بين الأفراد من خلال نشر محتوى يساعد على إدراك هؤلاء الأفراد لأهمية الحوار، وتفكيك خطابات الكراهية والتطرف، وتفنيدها وكشف زيف أسانيدها، والتعريف بالثقافات والتقاليد والمعتقدات الدينية المختلفة وتشجيع الأفراد على الاطلاع عليها.

وأكد الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أن نشر ثقافة التسامح يتطلب تطوير المحتوى المعرفي لوسائل الإعلام وتفنيد خطابات الكراهية والتطرف والرد عليها. كما يحتاج إلى جهد بحثي وعلمي كبير، ومن هنا تبرز أهمية التعاون وتكامل الأدوار بين وسائل الإعلام ومراكز البحوث.

وتوقف في هذا الصدد عند تجربة مركز تريندز في نشر التسامح، حيث يقوم المركز بجهود عديدة في هذا المجال؛ من بينها: اعتماد برنامج التسامح والتعايش ضمن برامج المركز البحثية، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات وورش العمل التي تتناول قضية التسامح ونبذ خطاب الكراهية، والمشاركة المستمرة في المؤتمرات الداخلية والخارجية التي تناقش فكرة التسامح وتسعى إلى مواجهة خطاب الكراهية والتطرف.

وأوضح أن تريندز، ضمن برنامج الإسلام السياسي، يسعى إلى تفنيد أفكار جماعات الإسلام السياسي التي تحض على الكراهية والتطرف.وشدد الدكتور محمد العلي على أنه في ظل هدفهما المشترك الخاص بنشر ثقافة التسامح ومحاربة خطاب الكراهية، تبرز حتمية التكامل بين مراكز البحوث والإعلام، وأهمية التعاون بينهما في رصد خطاب الكراهية.

 

ندوة «دور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في سد الفجوة المعرفية»

من جانب آخر، وفي اليوم الثاني من اعمال الكونجرس العالمي، عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات ندوة تحت عنوان «دور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في سد الفجوة المعرفية» بمنصة الإبداع بمشاركة نخبة من الباحثين والإعلاميين الدوليين، تركزت محاورها على أربعة أمور هي: الفجوة المعرفية والمحتوى الإعلامي، ودور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في سد هذه الفجوة، وتكامل الأدوار بين مركز الفكر والمؤسسات الإعلامية، ودور مراكز البحوث في استشراف مستقبل الإعلام والمشاركة في صنعه.

 

فرصة حقيقية 

وقد بدأت أعمال الندوة بكلمة افتتاحية لمدير الندوة، اليازية الحوسني نائب رئيس قطاع الإعلام بـ «تريندز»، أكدت فيها على دور مراكز البحث العلمي ووسائل الإعلام في التصدي للتحديات، خاصة في عالم ما بعد كوفيد 19، مشيرة إلى أنه يمكن للجانبين الاستفادة من بعضهما البعض، حيث إن الإعلام يشكل أداة مناسبة لتعزيز الوعي البحثي وزيادة مشاركة الجمهور، كما أنه يمكن لمراكز الفكر والبحث العلمي الاستفادة من الوسائط الرقمية الحديثة، مشددة على أهمية التكامل بين الوسائط الجديدة وشبكة الإنترنت في استراتيجية اتصال أوسع تتضمن منشورات بحثية أصلية كأساس لها.

وأكدت اليازية الحوسني أهمية البحوث الميسرة وسهلة الوصول للقارئ رغم أهمية البحوث الكبرى، وأوضحت أنه مع تراجع الثقة في الأخبار المذاعة وقلة عدد الأشخاص الذين يقرؤون الصحف التقليدية، فإن هناك فرصة حقيقية للخبراء في مراكز الفكر لتقديم أبحاث إيجابية موجهة نحو الحلول لتلبية احتياجات مجموعة واسعة من الناس في القطاعين العام والخاص. وعبرت اليازية الحوسني عن أملها في مستقبل مشرق لمؤسسات الفكر والرأي، مشيرة إلى ضرورة أن ينصب التركيز الآن على كيفية احتفاظ مراكز الفكر بجودة منتجها البحثي مع قدرتها على توصيل رسائلها لأوسع نطاق ممكن داخل المجتمع.

 

مراكز الفكر والمعرفة الدقيقة

عقب ذلك قدمت المذيعة والمراسلة الإخبارية ميخال ديفون، رئيس قسم العروض بالخليج تايمز، ورقة عمل حول الفجوة المعرفية والمحتوى الإعلامي بينت في بدايتها أنه لا عذر اليوم لعدم امتلاك المعرفة، لأنها متوافرة ومتاحة على وسائل عديدة منها محركات البحث والـ "ويكيبيديا" وكثير من وسائل أخرى.

وأشارت إلى أنه من أجل وصول هذه الوسائل إلى معرفة دقيقة، فان عليها الاعتماد على مراكز البحث والتفكير التي توفر وتحلل السياق العام للأحداث وتشرح الغموض الذي يمكن أن يلف الأخبار والأحداث.

وشددت ديفون على ضرورة تغيير طرق تحرير المحتوى. موضحة أن هناك معضلة تتمثل في أن تقديم الأخبار، ولاسيما العاجلة منها على وجه الخصوص سيف ذو حدين، فالسرعة في تغطية الخبر حين وقوعه لا تسمح للإعلامي بالإحاطة بكل ظروف وسياق الحدث. مؤكدة أنه هنا يأتي دور مراكز التفكير التي تضع الحدث في إطاره الصحيح، وتقوم بتجسير الهوة المعرفية، إذ تقوم بالتحليل وربط الأمور ببعضها.

وأشارت ديفون إلى أنه رغم الميزات التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار عن الأحداث المختلفة، فإنها في كثير من الأحيان ما تسودها الفوضى والضبابية، إذ إن كل شخص ينقل جانبًا أو زاوية للحدث، مشيرة مجددًا إلى دور مراكز البحوث في إزالة الضبابية وشرح وتحليل التفاصيل الكثيرة؛ لتمنح معرفة كاملة وعقلانية للأخبار والأحداث.

 

سد الفجوة المعرفية 

بدورها تناولت الدكتورة سارة شهاب، زميل بحوث أول بأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، دور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في سد الفجوة المعرفية، وحددت ثلاث رسائل من خلالها يمكن سد الفجوة بين الإعلام ومراكز البحوث: الأولى هي أن مراكز الأبحاث مهمة، حيث تساعد على نشر المعلومات والأخبار، ومهمة لمساعدة الأشخاص للوصول إلى معلومات أكثر ثقة، حيث تحلل الأحداث وتترجمها بطريقة أكثر فهمًا وموثوقية وأكثر عملية أيضاً.

وقالت شلهوب إن الرسالة الثانية هي أن مراكز الأبحاث لديها ميزتان عن المصادر الأخرى، وهما السرعة والمرونة، وبشكل أعمق وأدق من خلال خبراء ومتخصصين، ما يساعد على تقديم فهم أفضل وأشمل للأحداث. 

وأوضحت أن الرسالة الثالثة تتصل بالروابط والارتباطات، فالمراكز لديها روابط وعلاقات مهنية مع بعضها البعض وعبر الحدود أيضًا، مشيرة إلى أن هذا التعاون يسهم في تقديم فهم أفضل، ولاسيما فيما يتعلق بالأحداث التي تحتاج إلى مراكز أكثر تخصصية أو أقرب للحدث، وسد الفجوات وتبادل الخبرات. وهو ما يوفر في النهاية فهمًا أفضل وأدق للأحداث.

 

تكامل الأدوار 

من جانبه تطرق عبدالرحمن الجنيبي،أخصائي أول المؤتمرات والاتصالات الاستراتيجية بـ "تريندز"، إلى تكامل الأدوار بين مركز الفكر والمؤسسات الإعلامية في سد الفجوة المعرفية، وأن مشاركة المعرفة أصبحت أكثر سهولة، حيث تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال المعلومات بسرعة.

وقال إن الوصول إلى أكبر قدر من الجمهور يسهم في سد الفجوة المعرفية، مبينًا أنه إذا أردنا أن ننشر الوعي حول موضوع ما فمن الأهمية بناء رسالة تحفّز اهتمام كافة فئات المجتمع، وتتفهم سلوكيات كل فئة من فئات الجمهور المستهدف.وتوقف عند جهود مركز تريندز في هذا المجال، موضحًا أن هدفه جذب أكبر فئة من الجمهور حول العالم من خلال إيجاد الرسائل الأكثر ارتباطًا باهتماماته، وقال إن لدى المركز عددًا من الباحثين الذين يقومون بدور كبير على المستوى البحثي، ولابد أن تكون هناك منابر مناسبة لتوصيل ما يقومون به . وقال إن مبادرات مثل مواقع المعرفة وطريقة علاج المحتوى يمكن أن تساعد مراكز الأبحاث في الوصول إلى أكبر قدر من الجمهور، مؤكدًا أنه إذا كانت الأبحاث أكثر ارتباطًا بالواقع فمن المهم أن تكون هناك وسائل إعلامية أكثر قدرة على توصيل تلك الأبحاث للجمهور.

 

دور الشباب في الإعلام الجديد 

أما الدكتور نارايانابا جاناردان، زميل بحوث أول بأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، فقدم ورقة عمل بعنوان "دور مراكز البحوث في استشراف مستقبل الإعلام والمشاركة في صنعه" بين فيها أن التعاون بين وسائل الإعلام ومراكز البحوث مهم جداً لسد الفجوة المعرفية، مؤكدًا قوة الصلة بينهما.

وأوضح أن العامل الديمغرافي مهم كمحدد لدور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في سد الفجوة المعرفية، ولاسيما فيما يتصل بدور فئة الشباب. وقال إن للشباب دورًا فعّالًا في وسائل الإعلام الجديدة؛ ولاسيما وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي أو الرقمي. ويجب أن تتواصل وسائل الإعلام ومراكز البحوث مع الشباب من خلال أفضل الوسائل المفضلة لديهم؛ مؤكدًا أن الشباب، عكس ما هو شائع، يتطلعون بشغف إلى المعرفة، ويجدر بمراكز البحوث أن تستجيب لهذا التطلع، ولكن بطرق التواصل المفضلة لدى الشباب.

وذكر جاناردان أنه يمكن تصوير العلاقة بين الحكومة ومراكز البحوث ووسائل الإعلام بالهرم، حيث تقع الحكومة في أعلاه، وتحتل وسائل الإعلام قاعدته، فيما تتوسطه مراكز البحوث.

وقال إن العلاقة التقليدية بين هذه المكونات الثلاثة كانت تسير في اتجاه واحد، حيث تنقل وسائل الإعلام الأخبار والوقائع لمراكز البحوث، التي تقوم بدورها بإعداد أوراق سياسات وتوصيات لصانعي القرار. وتفرض متطلبات العصر الجديد وجود ثلاثة اتجاهات لهذه العلاقة بين الكيانات الثلاث.

وأشار إلى أن ثمة فرصة كبيرة للتعاون بين وسائل الإعلام ومراكز البحوث في التحول إلى الاقتصاد المعرفي في معظم دول العالم، وسوف يكون لهما دور كبير في هذا الصدد.

وخلص إلى أنه يظل تحدي الابتكار هو العامل الرئيسي في تحديد دور وسائل الإعلام ومراكز البحوث في المستقبل. فوسائل الإعلام ومراكز البحوث بحاجة إلى الابتكار، سواء في توصيل رسائلها أو في عرض محتواها. داعيًا الى التفكير في كيفية تأسيس مطابخ بحثية سحابية ومطابخ أخبار سحابية ومراكز بحثية قائمة على الذكاء الاصطناعي، ومشددًا على ضرورة أن تتكيف وسائل الإعلام ومراكز البحوث مع تطورات الثورة الصناعية الرابعة، وخاصة عالم البيانات الكبيرة وأنظمة الذكاء الاصطناعي.

الناشر: Trends Media | بواسطة: Trends Research & Advisory

إضافة تعليق

الخبر التالي

شرطة عجمان تُعيد حقيبة مسروقة بداخلها 200 ألف درهم لصاحبتها