هل يُسجن مؤسس «إف تي إكس» مدى الحياة؟

التاريخ : 2022-12-06 (05:51 PM)   ،   المشاهدات : 384   ،   التعليقات : 0

أمريكا
هل يُسجن مؤسس «إف تي إكس» مدى الحياة؟

من المحتمل أن يكون سام بانكمان فرايد، الرئيس التنفيذي السابق لبورصة «إف تي إكس» المنهارة، في وضع لا يحسد عليه، في حال كانت الأخبار الأخيرة المتداولة حوله دقيقة.

فوفقاً لمصادر إعلامية مختلفة، تعمل وكالات إنفاذ القانون الأمريكي الفيدرالية حالياً على بناء قضايا مختلفة وتوجيه تهم احتيال وخداع ضد فرايد، قد تعرضه للسجن مدى الحياة إذا ما أثبتت. لكنها حتى الآن لا تزال في خانة الاتهامات، دون وجود دليل ملموس واحد لإدانته.

الجدير بالذكر أن إدارة الشركات بشكل سيئ لا يعتبر جريمة يحاسب عليها القانون الأمريكي، وهو ما استند إليه فرايد مراراً وتكراراً خلال مقابلاته الإعلامية في الأيام الماضية، وبدا وكأنه يلوم كارولين إليسون، زميلته وصديقته السابقة في شركة «ألاميدا ريسيرش».

وادعى أيضاً أنه لم يكن على دراية بمدى استدانة «ألاميدا» من «إف تي إكس»، ولا بالعديد من الأنشطة التي كانت تجري داخل إمبراطوريته الضخمة. ولكن، إذا كان هناك احتيال، كما يقول البعض، فسنكون أمام قصة مختلفة تماماً؛ فهذا أمر غير قانوني بالفعل.

هل احتال فرايد حقاً؟

بعد أن بلغت قيمتها 32 مليار دولار حتى أسابيع قليلة مضت، تبخّر الآن ما لا يقل عن 8 مليارات دولار من أموال العملاء السابقين في «إف تي إكس»، كان من المفروض استخدامها لتغطية الخسائر الفادحة في صندوق التحوط «ألاميدا» الذي كان يديره فرايد نفسه، مع ديون أخرى بمليارات الدولارات، دفعت كلتا الشركتين إلى الإفلاس.

وأثار ذلك بشكل مفهوم غضب مستثمرين كباراً وثقوا في فرايد، ليدعوا عليه لاحقاً بأن «إف تي إكس» كانت عبارة عن «مخطط بونزي» عالي التقنية قائم على التشفير، أي شكل من أشكال الاحتيال والخداع يجذب المستثمرين عن طريق تقديم الوعود بتحقيق عائد كبير دون مخاطر لإقناعهم بنجاح الاستثمار. وإذا كان هذا هو الحال، فستكون السلطات الفيدرالية بلا شك حريصة على إلقاء القبض على سام موجوداً.

بدوره قال الرئيس التنفيذي الجديد للمنصة المفلسة، جون راي الثالث، إنه وخلال 40 عاماً من العمل في القانون وإعادة الهيكلة، لم ير أبداً فشلاً كاملاً في ضوابط الشركة، و«غياباً تاماً للمعلومات المالية الجديرة بالثقة كالذي رآه هنا».

ماذا بعد؟

إذا ثبتت تُهم الاحتيال المفترض توجيهها لسام، فقد يواجه عقوبة السجن مدى الحياة. وبهذا الصدد يقول ريناتو ماريوتي، المحامي والمدعي الفيدرالي السابق: «السؤال الأكثر أهمية حول سام هو ما إذا كان قد ضلل عملاء «إف تي إكس» FTX عن قصد ليعتقدوا بأن أموالهم متاحة ولا يتم استخدامها ضماناً لقروض أو أغراض أخرى».

وأوضح ماريوتي بأن هناك على ما يبدو قضية احتيال تحمل معان كثيرة. قائلاً: «إذا ما رافعت عن سام بانكمان فرايد، فسأخبره أن عليه القلق بشدة بخصوص فترة سجنه».

لكن المفارقة أن فرايد لا يبدو قلقاً للغاية بشأن مسؤوليته القانونية المحتملة، وهذا كان واضحاً في سلوكه أثناء مقابلاته الأخيرة. ولأن المنظمين أو السلطات لم يتخذوا بعد أي إجراء بحقه، الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين في القطاع، وليس فقط أولئك الذين خسروا الأموال.

ملاحقة جنائية ومدنية

ذكر ريتشارد ليفين، المتخصص في ممارسات التكنولوجيا المالية والتنظيم لـ «سي إن بي سي»، أن فرايد قد يواجه دعوى جنائية من قبل وزارة العدل الأمريكية بسبب الانتهاكات الجنائية لقوانين الأوراق المالية، وقوانين الاحتيال المصرفي، وقوانين الاحتيال الإلكتروني. وفي هذه الحالة، يمكن للمدعي العام ملاحقته بزعم استخدام أموال العملاء لتحقيق الاستقرار في سعر رمز «إف تي إكس» FTT الخاص ببورصة FTX؛ وبذلك يمكن للادعاء القول إن الأخيرة انتهكت هذا الواجب الائتماني.

وأضاف ليفين بأن فرايد، يمكن أن يخضع أيضاً لإجراءات الإنفاذ المدنية والمقاضاة الجنائية من قبل هيئة الأوراق المالية، ولجنة تداول السلع الآجلة، ووكالات البنوك والأوراق المالية الحكومية. إضافة إلى الكثير من الدعاوى الجماعية التي يمكن رفعها. لذا هناك مستويات متعددة من الانكشاف المحتمل للمديرين التنفيذيين المشاركين في أعمال المنصة المنهارة.

وإذا ما أدين، فقد يواجه فرايد غرامات باهظة، وربما السجن كذلك، مع مراعاة قضايا الاحتيال السابقة التي تجري متابعتها في المقام الأول.

 

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

أول زراعة ناجحة لأحدث بطارية بدون أسلاك تحوّل