دراسة لـ «تريندز» تقرأ اتفاق بكين حول عودة العلاقات السعودية - الإيرانية

التاريخ : 2023-03-13 (09:14 AM)   ،   المشاهدات : 462   ،   التعليقات : 0

السعودية
دراسة لـ «تريندز» تقرأ اتفاق بكين حول عودة العلاقات السعودية - الإيرانية

أكدت دراسة جديدة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أن عودة العلاقات بين السعودية وإيران، وتصفير المشاكل في المنطقة، تصبُّ في صالح كل الفاعلين في الشرق الأوسط في ظل تصاعد التحديات والمخاطر الطبيعية من أمراض وزلازل وتغيرات مناخية وغيرها، فضلًا عن أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة تعيشها العديد من دول الشرق الأوسط.

وقالت دراسة أعدتها إدارة البحوث والدراسات بتريندز إن الاتفاق السعودي الإيراني، بوساطة الصين، على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتي البلدين خلال شهرين، يشكل تطورًا بالغ الأهمية وإنجازًا سياسيًا كبيرًا، إقليميًا ودوليًا، وخطوة مهمة في طريق تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي سيكون لها ما بعدها.

وذكرت الدراسة أن الإعلان عن الاتفاق يحمل في طياته العديد من المؤشرات المهمة، سواء لجهة التأكيد على التوجه العام السائد حاليًا في منطقة الشرق الأوسط والمتمثل في سياسات “تصفير المشاكل” والذي بات المحرك الأساسي في طبيعة العلاقات بين الدول الإقليمية المركزية، أو لجهة دلالته بالنسبة للدور المتصاعد للصين في العلاقات الدولية بشكل عام، وفي منطقة الشرق الأوسط بصورة خاصة، وتخليها عن سياستها الحيادية إلى التدخل الإيجابي في حل النزاعات والخلافات الإقليمية والدولية، إضافة إلى ما يمثله هذا الاتفاق من دلالة مهمة على طبيعة التحول والتغير الحاصل في سياسات وتوجهات الحكومتين السعودية والإيرانية، وإدراكهما أنه لا يمكن أن يستمرا في حالة تنافس وعداء، وأن التهدئة والحوار هما السبيل الأنفع لهما، ولكل كل دول المنطقة بلا استثناء.

وقد تناولت الدراسة بالعرض والتحليل خمس نقاط رئيسية، هي: أبعاد الاتفاق السعودي الإيراني ودوافعه والمسكوت عنه في بنوده، وأبعاد الدور الصيني في الاتفاق السعودي- الإيراني ودلالاته، ومدى تأثير الاتفاق على قضايا وأجندة الإقليم، وعوامل نجاح الاتفاق أو إخفاقه، وأخيرًا سيناريوهات مستقبل العلاقات السعودية- الإيرانية في ضوء هذا الاتفاق.

وأشارت الدراسة إلى أن الاتفاق جاء ليضع حدًّا للصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران، كما أنه يمثل نقطة مفصلية ومحورية في تحقيق الاستقرار الإقليمي، كما سلط اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، الذي تم برعاية ووساطة صينية، المزيد من الضوء على الدور المتنامي لبكين في منطقة الشرق الأوسط، حيث استضافت بكين مفاوضات مكثفة بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي، مساعد بن محمد العيبان، بين يومي 6 و10 مارس، تمخضت عن الإعلان عن اتفاق بين البلدين باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، مشيرة إلى أن تزامن الإعلان عن الاتفاق مع إعادة انتخاب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بالإجماع لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات رئيسًا لجمهورية الصين الشعبية يجعل الاتفاق كأنه إعلان عن الدور الجديد التي ستلعبه الصين كفاعل رئيسي في رسم شكل النظام العالمي الجديد، وذكرت الدراسة أن الاتفاق السعودي الإيراني يمثل لحظة فارقة تُتوَّج من خلالها الصين الفاعل الدولي الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط، مستفيدة من الانسحاب الجيوسياسي الأمريكي من المنطقة.

وحول انعكاسات الاتفاق على قضايا الإقليم، بينت الدراسة أن عودة العلاقات السعودية-الإيرانية سيكون لها العديد من الانعكاسات على قضايا المنطقة الرئيسية، ومنها تعزيز سياسة تصفير المشكلات، وزيادة فرص تسوية النزاعات المشتعلة في المنطقة، وتشجيع الدول الأخرى في الإقليم، على الجلوس معًا لحل النزاعات المشتعلة الأخرى، إضافة الى زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري بما يحقق التنمية والازدهار لشعوب المنطقة ككل، ومواجهة الإرهاب.

وأوضحت الدراسة عوامل نجاح الاتفاق السعودي الإيراني، وذكرت أن هناك الكثير من العوامل التي قد تؤثر، إيجابيًّا أو سلبيًّا، على هذا الاتفاق وعودة العلاقات الطبيعية بين السعودية وإيران، من أبرزها الالتزام المتبادل، وموقف القوى الكبرى، وموقف دول المنطقة.

وأشارت دراسة مركز تريندز للبحوث والاستشارات الى ثلاثة سيناريوهات حول مستقبل الاتفاق السعودي الإيراني: الأول ويتمثل في عودة كاملة للعلاقات بين البلدين، وهو السيناريو الأكثر تفاؤلًا، أما الثاني فهو عودة العلاقات الدبلوماسية دون التطبيع الكامل للعلاقات، وهو السيناريو الوسط، فيما يتمثل السيناريو الثالث، في التمثيل الدبلوماسي المحدود، وهو سيناريو غير مرغوب فيه. وخلصت إلى أن السيناريو الثاني “الوسط” هو الأقرب للواقع في المدى القصير، وفي ظل تحققه ربما نشهد الدخول في تسوية للصراع في اليمن، والدخول في علاقات وتنسيق بين البلدين.

الناشر: Trends Media | بواسطة: Trends Research & Advisory

إضافة تعليق

الخبر التالي

مجلس منطقة الحمرية يشارك في أيام الشارقة التراثية ويضفي لوحة متكاملة ومشتركة في الموروث الإنساني