بالشراكة مع المنصة الجامعية لدراسة الإسلام “Pluriel” .. "تريندز" ينظم ندوة بعنوان “تحديات الأخوة العالمية”

التاريخ : 2023-10-30 (09:28 AM)   ،   المشاهدات : 137   ،   التعليقات : 0

أبوظبي

أكدت ندوة علمية لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، عبر تقنية زووم، بالتعاون مع المنصة الجامعية لدراسة الإسلام والإسلاموية في العالم، أهمية وضرورة الحوار بين الثقافات والأديان من أجل تعزيز الأخوة العالمية لتعزيز السلام والتفاهم في عالمنا المعاصر. 

وشدد المشاركون في الندوة التمهيدية للمؤتمر الدولي الرابع لـ PLURIEL، المقرر عقده في فبراير المقبل بأبوظبي حول "الإسلام والأخوّة"، على أن وثيقة الأخوّة الإنسانية، التي انطلقت من أبوظبي من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، تلعب دوراً مهمّاً في تحقيق التقارب بين الثقافات المختلفة، مؤكدين أنها دعوة للتآخي بين جميع البشر، وهو أكثر ما يحتاج إليه عالمنا اليوم.

وأشار المتحدثون إلى أن العالَم اليوم يشهد تحوّلات عميقة في بنية العلاقات الدولية، مما سيؤثر على فرص تلك الوثيقة، ويتطلب مقاربات جديدة وجهداً تعاونياً مشتركاً لتجاوز التحديات والعمل على تحقيق أهداف الوثيقة في عالم متسامح متعايش. 

وأكد الدكتور وائل صالح، الخبير في الإسلام السياسي بـ"تريندز"، في ورقة عمل حول فرص وتحديات الأخوة الإنسانية: قراءة جيوسياسية وطرح تنظيري مغاير، أن وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي اعتمدت كمبادرة أممية عقب اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بأبوظبي في 4 فبراير 2019، تلعب دوراً مهماً في تحقيق التقارب بين الثقافات المختلفة، مشدداً على أن وثيقة الأخوّة الإنسانية هي دعوة للتآخي بين جميع البشر، وهو أكثر ما يحتاج إليه عالمنا اليوم.

وأشار إلى أن العالَم اليوم يشهد تحوّلات عميقة في بنية العلاقات الدولية، مما سيؤثر على فرص تلك الوثيقة، موضحاً أن هذه التحوّلات ناتجة أساساً عن تحولات أخرى سلبية، على رأسها التحولات الديمغرافية والبيئية والاقتصادية.

وذكر الدكتور وائل صالح أن العالم مر بثلاث تجارب لها ما قبلها وما بعدها في تاريخ البشرية، وهي بترتيب وقوعها ما يسمي بالربيع العربي (2011)، وجائحة كورونا (2019)، والحرب الروسية-الأوكرانية (2022).

وقال إن معظم التقارير الدولية تستشرف أنه من غير المرجَّح ألا يكون العالم أفضل ممّا هو عليه الآن، فالنظام والمقاربات والمؤسسات والأنظمة التي هيمنت على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ستُستنزَف وستلاقي صعوبات جمّة في الاستجابة "للتحديات العالمية المتتالية القادمة"، بما في ذلك تغيّر المناخ والجوائح والأزمات الاقتصادية والمالية وآثار التكنولوجيا المتطوّرة؛ لذا فمن المتوقَّع أن تتفاقم الصراعات داخل الدول وفيما بينها، ليشكّل ذلك تحدياً كؤوداً يعيد رسم خريطة العلاقات والتفاعلات الدولية، وبالتالي سيعيد رسم شَكْلِ العالم في السنوات المقبلة.

وأشار إلى أنه مما يزيد من قتامة الصورة، تحوّل عالمنا المعاصر رُوَيْداً رُوَيْداً من حالة "العولمة" إلى حالة يمكن تسميتها "بالعالم المحوجَز أو المعوزَل "Buffered World، وذلك من خلال أنواع متعددة من "العوزَلة"، منها الجغرافية والاقتصادية، والرقمية، والحضارية، والذهنية.

وذكر الخبير في الإسلام السياسي بمركز تريندز الدكتور وائل صالح أن التيار السائد في الدراسات المتعلقة بمجال الأخوّة الإنسانية ما زال أسيراً لمقاربات تخطّاها الزمن وأثبتت الأحداث عدم قدرتها على تَناوُل الظواهر المرتبطة بالأخوَّة الإنسانية، وفي القلب منها "الحوار بين الأديان"، أو "الحوار بين الثقافات"... إلخ.

واختتم الدكتور وائل صالح مقتبساً من قول للمفكر العالمي الفرنسي أمين معلوف أمام الأكاديمية الفرنسية: "اليوم هناك جدار في المتوسط بين الفضاءات الثقافية التي أنتمي إليها.. طموحي هو المساهمة في هدمه.. لطالما كان هدف حياتي وكتاباتي، وسأواصل السعي إليه إلى جانبكم".

وأعرب عن أمله في تشكل مداخلته طريقاً في المساهمة في ذلك النهج، وذلك من خلال إنجاز قراءة جيوسياسية لأهم محدِّدات الفرص والتحديات التي يطرحها سياق عالمنا المعاصر على وثيقة الأخوّة الإنسانية وتطبيق مبادئها على أرض الواقع من جانب، ومن جانب آخر التنظير لمقاربات جديدة نستطيع من خلالها تخطّي المقاربات التقليدية التي تساهم، من وجهة نظره في تأبيد معوقات الإخوة الإنسانية والحوار بين البشر بدلاً من محاولة تخطِّيها. 

بدورة تطرق الأب لوران باسانيزي، الأستاذ بالجامعة الجريجورية بروما إلى مسألة تَبنِّي ثقافةِ الحوارِ دَرْباً، والتعاوُنِ المُشتركِ سبيلاً، والتعارُفِ المُتَبادَلِ نَهْجاً وطَرِيقاً، وقدم ورقة عمل بعنوان (وثيقة عن الأخوة الإنسانية: طريق جديد رسمه البابا فرانسيس والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب) حيث دعا، إلى ضرورة تعزيز الأخوة الإنسانية في العالم. وأكد باسانيزي أن الأخوة الإنسانية هي "قيمة أساسية للدين والإنسانية"، مشيراً إلى أن "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك"، التي وقّعها البابا فرانسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019، هي "وثيقة تاريخية" تدعو إلى "السلام والتعايش المشترك بين جميع البشر".

وشدد باسانيزي على أن تحقيق مبادئ الأخوة الإنسانية يتطلب التزاماً من الزعماء الدينيين والسياسيين، الذين يجب عليهم انتهاج ثقافة الحوار والتعاون المشترك والسعي إلى المعرفة المتبادلة. وأضاف أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الأخوة الإنسانية في العالم، بما في ذلك التعصب والكراهية والظلم الاجتماعي. وأشار إلى أن هذه التحديات يمكن التغلب عليها من خلال العمل المشترك من أجل بناء عالم أكثر تسامحاً وسلاماً.

بدورها قدمت هونسوفيتز فريسنيج، مديرة إدارة التعاون العلمي والحوار بين الثقافات والأديان بوزارة الخارجية النمساوية، ورقة عمل بعنوان "وثيقة الأخوة الإنسانية: منظور نمساوي".

وركزت الورقة على أهمية الحوار بين الثقافات والأديان من أجل تعزيز الأخوة العالمية. وقالت فريسنيج إن وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تم توقيعها في أبوظبي عام 2019 من قبل البابا فرانسيس والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، هي "وثيقة تاريخية تؤكد أهمية الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.

وأضافت أن النمسا "ملتزمة بتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان من خلال سياستها الخارجية وبرامجها الداخلية". وأشارت إلى أن النمسا لديها تاريخ طويل من الحوار بين الثقافات والأديان، حيث تضم مجتمعاً متنوعاً يضم أكثر من 180 جنسية. وقالت إن النمسا تدعم الحوار على جميع المستويات، بما في ذلك بين الحكومات والمجتمع المدني والأفراد.

وأشارت  فريسنيج إلى أمثلة على ممارسات الحوار بين الثقافات والأديان في النمسا، بما في ذلك فريق عمل حوار الثقافات، الذي يضم ممثلين من الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ونهج المسار النمساوي الذي يجمع بين الحوار مع الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، وحوارات ثنائية نشطة مع الشركاء الدوليين، ومنصة الطوائف الدينية المعترف بها، التي تجمع بين ممثلي جميع الطوائف الدينية المعترف بها في النمسا، ومجلس القيادة اليهودية الإسلامية، الذي يوفر منصة للحوار بين اليهود والمسلمين، وجائزة الإنجاز بين الثقافات، التي تكرم الأفراد والمجموعات التي تساهم في تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.

وأكدت فريسنيج أن الحوار بين الثقافات والأديان "ضروري لتعزيز السلام والتفاهم في عالمنا المعاصر". وقالت إن النمسا "ملتزمة بالعمل مع شركائها الدوليين لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان في جميع أنحاء العالم".

شارك في تقديم وخاتمة الندوة كل من الباحث سلطان ماجد العلي، مدير إدارة الباروميتر في "تريندز"، مؤكداً أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية كإطار عمل لتحقيق الأخوة العالمية. مبيناً أن الندوة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه تحقيق الأخوة العالمية. وشدد على أن مركز تريندز من خلال عملة ونتاجه البحثي يسعى إلى نشر قيم التعاون والتعايش والإخاء الإنساني، كمحددات لمستقبل عالمي مستقر.

كما شدد ميشيل يونس، منسق المنصة الجامعة لدراسة الإسلام والإسلاموية في العالم، عميد كلية الدراسات الدينية بالجامعة الكاثوليكية في ليون ـ فرنسا، على أن أهمية وثيقة الأخوّة الإنسانية كدعوة للحوار والتعاون بين أتباع الأديان المختلفة، وتعزيز السلام والوئام في العالم. وتطرق إلى أهداف المؤتمر الدولي الرابع لـPLURIEL، الذي سيعقد في الفترة من 22 إلى 24 فبراير 2023 في أبوظبي، حيث سيركز المؤتمر على ثلاثة مجالات رئيسية للتحليل، وهي المنظور الاجتماعيّ القانونيّ، والمنظور الجيوسياسيّ، ومنظور علم الأديان والحوار.

وكان مجلس إدارة المنصة الجامعية لدراسة الإسلام والإسلاموية في العالم قد قرر بالإجماع، عقد منتداه العالمي الرابع في دولة الإمارات تحت عنوان: “الإسلام والأخوة" بمدينة أبوظبي، بالشراكة والتعاون مع “تريندز" في الفترة بين الرابع والسابع من فبراير عام 2024، وذلك بمناسبة مرور خمس سنوات على توقيع وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية.

يذكر أن منصة “Pluriel” هي منصة أبحاث جامعية، تعنى بدراسة الإسلام والإسلاموية في العالم، ويقع مقرها في مدينة ليون الفرنسية، وتضم في عضويتها مئات الباحثين من مختلف أرجاء العالم.  

الناشر: Trends Media | بواسطة: Trends Research & Advisory

إضافة تعليق

الخبر التالي

الذهب يتماسك فوق 2000 دولار مدعوما بالطلب على الملاذات الآمنة