أسماء حسوني: الإعلام الإماراتي نظيف.. ونحتاج لإعلاميين مثقفين

التاريخ : 2020-12-14 (08:30 PM)   ،   المشاهدات : 1008   ،   التعليقات : 0

أسماء حسوني: الإعلام الإماراتي نظيف.. ونحتاج لإعلاميين مثقفين

قالت مديرة إدارة الاتصال المؤسسي في مؤسسة سجايا فتيات الشارقة الشابة الإماراتية أسماء حسوني إن الإعلام الإماراتي نظيف بطبعه ومنذ نشأته لا يعرف طريقاً للشائعات أو الصحافة الصفراء، معتبرة محتوى القنوات التلفزيونية المحلية هادفاً ومتزناً، لكنه يفتقر إلى حد ما لمناقشة القضايا المثيرة للجدل.

وأكدت أنها لا تفضل الالتزام بوتيرة عمل روتينية، معتبرة نفسها مغامرة وتميل لتجربة كل ما هو جديد وغريب، ولكنها ترى أن مخزونها الثقافي والمعرفي لا يؤهلها لخوض تجربة تأليف كتاب.

تعمل الشابة الإماراتية في الفترة الصباحية مديرة لإدارة الاتصال المؤسسي في مؤسسة سجايا فتيات الشارقة، ومساءً فهي مذيعة لنشرة الأخبار، حيث تعمل متعاونة مع هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.

وذكرت حسوني أن هناك شباباً يعتبرون تأليف الكتب مصدراً للوجاهة الاجتماعية والثقافية، مضيفة أن الروايات الخيالية لا تستهويها وتميل إلى الكتب التاريخية والواقعية، معتبرة نفسها سباقة في تنفيذ الأفكار المبتكرة، وتسعى دائماً إلى معاصرة رغبات وتطلعات الشباب.. وتالياً نص الحوار:

 

*حدثينا عن تجربتك الأخيرة في برنامج «بعد التعافي».

أعتبرها تجربة فريدة من نوعها تتحلى بالنضج الإعلامي بحكم عملي سابقاً في مجال تقديم برامج الأطفال، وهي إضافة جديدة لمسيرتي الإعلامية التي ساعدتني في صقل مهاراتي ووسعت من مدارك تفكيري، خاصةً أنها كانت من إعدادي وتقديمي بشكل كامل، بالتعاون مع فريق العمل الذي أشكر جهوده الداعمة.

 

*كيف ترين المشهد الإعلامي الإماراتي؟

أعتبر الإعلام الإماراتي إعلاماً نظيفاً، يبتعد عن الشائعات والصحف الصفراء، كما أن الإعلام المحلي يبلي بلاءً حسناً، وكل قنوات الإعلام المحلية هادفة بالمحتوى من خلال تغطيتها للأحداث والقضايا المجتمعية، ولكنني أراها تفتقر إلى حد ما لمناقشة القضايا المثيرة للجدل، فنحن اليوم بدولة وصلت العالمية بجوانب عديدة.

أتمنى أن يصل الإعلام الإماراتي المحلي للعالمية ويصبح مصدراً موثوقاً للأخبار، فيحزنني بأننا لا نثق حتى اليوم في مصداقية الجهات الإعلامية العربية، ونعود لقنوات الإعلام العالمية غير العربية حتى نتأكد من صحة الخبر، كما أننا بحاجة لإعلاميين مثقفين بعيداً عن اختيارهم على مبدأ الشكل فقط.

 

*في اعتقادك، لماذا اختفت البرامج الثقافية المتخصصة؟

أعتقد أنها لم تعد موجودة لعدم إقبال الناس عليها، كونها تُقدَّم بصورة تقليدية غير لافتة لرغبات الشباب، الذين يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع الإماراتي، والذين يصعب إقناعهم بخلفية برنامج بسيطة جداً وتقنيات تصويرية وفنية تقليدية لا تجذبهم، فبالتالي يتابع هذا النوع من البرامج فئات عمرية أكبر سناً.

 

*كيف يمكن لفت أنظار الشباب للبرامج الثقافية؟

من خلال اختيارنا لأحد الأمثلة الشبابية المثقفة لتقديم البرنامج أولاً، والذي سيمنح الشباب رغبة في متابعته كونه سيدير الحوار بالأسلوب الذي اعتاد عليه في حياته اليومية ولن يكون أسلوباً غريباً ومعقداً عليهم، ما يدفعهم للتعرف إلى الشخصيات الثقافية عن قرب.

فللأسف أصبح شبابنا يجهل العديد من الأعلام الثقافية، ولو سألنا أي طالب أو شاب مَن كتبَ النشيد الوطني الإماراتي سيلجأ للبحث عن مثل هذه المعلومة البسيطة.

 

*هل تعتقدين أن الحلقة المفقودة في التعليم أم الإعلام؟

كلاهما يحمل حلقة مفقودة في اتصالهم مع الشباب وتأسيس الفكر الثقافي لديهم، فكلنا نتذكر مناهج التربية الوطنية وأثرها الفعال على فكرنا كشباب واعٍ بالمسؤولية الوطنية، فما بالنا لو كان هناك منهج دراسي مخصص للتربية الثقافية والذي أعتقد بأنه سيساهم في تأسيس شباب واعٍ ثقافياً، وسيمكنهم من استشراف المستقبل.

 

*ما هي تجاربك في الكتابة؟

قمت بكتابة بعض الخواطر والمدونات عبر وسم «حديث الذات» على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بي، ولكنني توقفت بسبب انتقادات من حولي واعتبارهم بأن كتاباتي مرتبطة ارتباطاً شخصياً بحياتي العاطفية، ولا أعتقد بأن المخزون الثقافي الذي أمتلكه يجعلني مخولة لخوض تجربة تأليف كتاب، كبعض الشباب الذين يعتبرون تأليف الكتب مصدراً للوجاهة الاجتماعية والثقافية، وللأسف هناك معتقد شائع بأن الكاتب الذي يصدر كتاباً واحداً يطلق عليه لقب مثقف.

 

*كيف ترين الكتب التي يؤلفها الشباب؟

بالنسبة لي أرى الكتب الشبابية التي تصل لـ«تريندز» مواقع التواصل الاجتماعي ليست بالثقل الذي أحتاجه كقارئ، ويجعلني بعد قلبي للصفحة الأخيرة من الكتاب أتفكر بالدروس المستفادة منه، إلى جانب أن الروايات الخرافية لا تستهويني كوني لا أحب الخيال وأراه مجرد كلام، وأميل إلى الكتب التاريخية والواقعية، وأتمنى أن تقوم دور النشر بإعادة النظر في الكتب المنشورة للشباب ومدى فائدتها وتأثيرها على المجتمع.

 

*ما مردود حضورك وتقديمك للعديد من الفعاليات والمؤتمرات؟

أول الثمار التي جنيتها هي توسيع دائرة علاقاتي بالآخرين من الشباب والمسؤولين في مختلف الجهات والذي ساعدني على تشكيل شبكة كبيرة تفيدني في حياتي اليومية، فضلاً عن تعلمي واكتسابي لمهارات وثقافات جديدة.

وغير ذلك أنا أستمع أكثر من الحديث في مثل هذه الفعاليات ما أتاحت لي فرص الالتقاء بأعمار صغيرة لكنهم بعقول كبيرة أعتبرها مصدر إلهام عظيم، ويجعلني مطلعة على مستجدات قضايا الشباب.

 

*كيف توظفين هذا المردود في عملك بمؤسسة شبابية قائمة على استثمار الطاقات؟

الطاقة التي أكتسبها في كل من الفعاليات وعملي في مؤسسة سجايا فتيات الشارقة تدفعني لتقديم المزيد، وأعتبر نفسي سباقة في تنفيذ الأفكار، لذلك أسعى دوماً إلى معاصرة رغبات الشباب، الأمر الذي أعتبره صعباً في عصر السرعة الذي نعيشه وتزايد رغبات الشباب وارتفاع سقف تطلعاتهم.

 

*ما الذي يميز مسيرتك المهنية عن غيرك من العاملين في المجال الإعلامي؟

كأسماء لا أحب الالتزام بوتيرة عمل روتينية، وأعتبر نفسي مغامرة وأميل لتجربة كل ما هو جديد وغريب، لذلك أسعى للعمل في مجالات أخرى سواء كمتطوعة أو منتدبة.

 

*ما النصيحة التي توجهينها للشباب الموهوبين؟

أحب إخبار الشباب الإماراتي بأنهم محظوظون للغاية بقيادتهم الرشيدة التي أولت لهم كل الاهتمام والثقة، ولذلك لابد لهم من اغتنام كل الفرص المتاحة بالمبادرة دون وضع أية قيود وحدود، والاستمرار بخوض التجارب الجديدة واكتشاف الذات والقدرات، فلا صحيح ولا خطأ بالتجارب كي يحتكروا أنفسهم في مجال معين.

وأنصحهم كذلك بألا يقفوا مكتوفي الأيدي خلال حضورهم للفعاليات والمؤتمرات وأن ينفتحوا على الآخرين فهم لا يعلمون الآفاق والأبواب التي تنتظرهم خلال التواصل مع الآخرين.

 

*كيف ترين إنجازات المرأة الإماراتية؟

أفتخر بالبصمة التي تركتها المرأة الإماراتية من خلال إنجازاتها في كل المجالات العسكرية والعلمية وغيرها، وشخصياً أسعى دوماً لمناقشة محور تكافؤ الفرص بين الجنسين، وأرى المرأة أقدر على تولي مسؤولية العديد من المهام.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

15 خبيراً يبحثون تطويع التكنولوجيا لتوفير تجربة تفاعلية عند زيارة المتاحف افتراضياً