الشراكة بين المعهد العالميّ للقضاء على الأمراض ومركز كارتر تهدف إلى القضاء على العمى النهريّ في الأمريكتين وعلى داء الفيلاريات اللمفاويّ والملاريا في

التاريخ : 2021-03-07 (01:22 PM)   ،   المشاهدات : 525   ،   التعليقات : 0

أبوظبي
الشراكة بين المعهد العالميّ للقضاء على الأمراض ومركز كارتر تهدف إلى القضاء على العمى النهريّ في الأمريكتين وعلى داء الفيلاريات اللمفاويّ والملاريا في

أعلن مركز كارتر والمعهد العالميّ للقضاء على الأمراض ("غلايد") يوم عن شراكةٍ جديدة ومثيرة لدعم جهود مركز كارتر الابتكاريّة الساعية إلى التخلّص من الأمراض في الأمريكتين.

وتعهّد المعهد العالميّ للقضاء على الأمراض "غلايد"، وهو ثمرة مبادرةٍ أطلقها ديوان وليّ العهد في أبو ظبي بالتعاون مع مؤسّسة بيل وميليندا غيتس، بتقديم دعمٍ ماليّ وتكنولوجيّ كبير لبرامج المركز للقضاء على مرضَين مهمَليْن لا يلقَيان أيّ اهتمام، وهما العمى النهري (داء كلابيّة الذنب أو الفيلاريات المُعمّية) في غابات الأمازون المطيرة على طول الحدود الفاصلة بين البرازيل وفنزويلا، وداء الفيلاريات اللمفاويّ (واسمه الشائع "إل إف" أو داء الفيل) في جميع أنحاء جزيرة هيسبانيولا. وتدعم المبادرة أيضاً جهود القضاء على الملاريا في هذه الجزيرة المشتركة بين هايتي وجمهوريّة الدومينيكان.

وستساعد هذه الشراكة الجديدة في تسريع التقدم نحو تحقيق الأهداف التي حدّدتها خارطة الطريق لمواجهة أمراض المناطق المداريّة المهملة 2021-2030 التي أطلقتها مؤخراً منظّمة الصحّة العالميّة، والتي تتضمّن أهدافاً ترمي إلى خفض عدد الأشخاص المصابين بالأمراض المداريّة المهمَلة الذين يحتاجون إلى علاج بنسبة 90 بالمائة والقضاء على واحدٍ على الأقل من هذه الأمراض في 100 دولة.

القضاء على داء كلابيّة الذنب أو الفيلاريات المُعمّية

منذ عام 1993، يعمل برنامج القضاء على داء كلابيّة الذنب في الأمريكتين الذي أطلقه مركز كارتر (والمعروف اختصاراً بـ"أو إي بيه إيه")  من أجل القضاء على انتقال العمى النهري في أمريكا الشماليّة والوسطى والجنوبيّة، وذلك من خلال الشراكة مع وزارات الصحّة في ستّ دول، ومنظّمة الصحّة للبلدان الأمريكيّة ("باهو")، والعديد من الشركاء الآخرين. وقد نجحت هذه الجهود المشتركة في القضاء على انتقال المرض من الإكوادور وكولومبيا والمكسيك وغواتيمالا (وجرى التحقق رسمياً من ذلك في كلّ من هذه الدول من قبل منظّمة الصحّة العالميّة). وفي الأمريكتين، لا يزال الطفيْليّ ينتقل فقط في منطقةٍ معزولة في عمق غابات الأمازون المطيرة على طول الحدود البرازيليّة الفنزويليّة، حيث يصيب المرض بشكل أساسي اليانومامي، وهي قبيلة شبه بدويّة من السكان الأصليّين تعيش في قرىً مؤقّتة يصعب الوصول إليها على طول نهر الأمازون.

هذا وتؤدّي لدغات ذباب سيموليوم الأسود المصاب بالديدان الطفيليّة المعروفة باسم كُلابيّة الذّنب المُتلوّيّة (أو "أونكوسيركا فولفولوس") إلى الإصابة بالعمى النهريّ. ومن بين أعراضه المحتمَلة، الحكّة الشديدة والطفح الجلديّ والقصور البصريّ، ما قد يفضي في النهاية إلى العمى الدائم. ويمكن القضاء على انتقال العدوى من خلال الإعطاء الجماعيّ للأدوية ولفترةٍ طويلة باستخدام دواء "إيفرمكتين" المضاد للفيلاريا (الذي تبرعت به شركة "ميرك & كو" تحت الاسم التجاري "ميكتيزان").

وقال الدكتور جريجوري نولاند الحائز على ماجستير في الصحّة العامة، وهو مدير كلّ من برنامج القضاء على العمى النهريّ ومبادرة هيسبانيولا في مركز كارتر: "يكمن التحدي في العثور على الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدواء والوصول إليهم". وأضاف: "لكي نقضي على العمى النهريّ في الأمريكتين، علينا أن نصل إلى الجميع، حتى أولئك الذين يعيشون في أعمق أجزاء الغابة المطيرة".

وستوفّر الشراكة مع  المعهد العالميّ للقضاء على الأمراض ("غلايد") الموارد اللازمة لاختبار أحدث التقنيّات للمساعدة في تحديد الأشخاص وعلاجهم بسرعة في أبعد قرى الغابات المطيرة التي يصعُب الوصول إليها، وهي آخر المناطق التي لا تزال تحتضن المرض في النصف الغربيّ للكرة الأرضية. وقد ساعدت الدروس المستفادة من الأمريكتين في توجيه جهود القضاء على العمى النهريّ في أفريقيا، حيث يتبقّى 99 بالمائة من العبء العالميّ للمرض.

القضاء على داء الفيلاريات اللمفاويّ والملاريا

تشهد جزيرة هيسبانيولا، التي تتشاطرها هايتي وجمهوريّة الدومينيكان، 95 بالمائة من عبء داء الفيلاريات اللمفاويّ ("إل إف") في الأمريكتين، وهي آخر جزيرة موبوءة بالملاريا في منطقة البحر الكاريبي. ومن خلال مبادرة هيسبانيولا، يعمل مركز كارتر منذ عام 2008 مع حكومتي هايتي وجمهوريّة الدومينيكان للقضاء على انتقال داء الفيلاريات اللمفاويّ والملاريا من هيسبانيولا. وسيشكّل القضاء على كلا المرضَيْن إنجازاً تاريخيّاً.

وينتقل داء الفيلاريات اللمفاويّ ("إل إف")، أو داء الفيل، عن طريق البعوض، ويلحق الضرر بالجهاز اللمفاويّ ويمكنه التسبّب في تضخّم الأطراف والأعضاء التناسليّة إلى درجةٍ معيقة. ويمكن الوقاية منه باستخدام مزيج ٍمن عقاريْ ثنائي إتيل كاربامازين ("دي إي سي") وألبيندازول (واللذين تبرّعت بهما "إيساي" و"جي إس كي" على التوالي)، وتُعطى العلاجات سنويّاً للمجتمعات المعرّضة للخطر وعلى مدى عدّة سنوات. ويضطلع مركز كارتر بالتعاون مع وزارات الصحّة بدورٍ نشط في توزيع الأدوية، ومراقبة البرنامج وتقييمه، وتقديم الرعاية (بما في ذلك دعم الصحّة النفسيّة) لأولئك الذين يعانون من مضاعفات داء الفيلاريات اللمفاويّ المزمن.

أمّا الملاريا، فهو مرض طفيليّ ينقله البعوض ويتسبّب في وفاة ما يقرب من 400 ألف شخص كلّ عام، معظمهم من الأطفال، مع حوالي 228 مليون حالة إصابة بالملاريا يتمّ الإبلاغ عنها حول العالم. وتشمل الأعراض الحمّى والصداع الحادّ والقيء والقشعريرة العنيفة وأعراضاً أخرى شبيهة بأعراض الانفلونزا. وفي حال لم تتمّ معالجته، يمكن لمرض الملاريا أن يؤدي إلى فقر الدم ونقص السكر في الدم والملاريا الدماغيّة والغيبوبة والموت.

وستساعد الشراكة التي عقدها معهد "غلايد" كلاً من هايتي وجمهوريّة الدومينيكان في حملتهما الأخيرة للقضاء على كل من الملاريا وداء الفيلاريات اللمفاويّ.

وفي هذا السياق، صرّح سايمون بلاند، الرئيس التنفيذيّ لمعهد "غلايد": "نحن محظوظون للعمل مع مركز كارتر بهدف المساعدة على الإسراع في تحقيق هدفه في القضاء على العمى النهريّ وداء الفيلاريات اللمفاويّ والملاريا، من خلال الشراكة في هذه المبادرة المثيرة والرائدة". وأضاف: "تعِدُ الدروس المستفادة بتقديم أفكارٍ بشأن كيفيّة تسريع جهود القضاء على الأمراض في مجتمعاتٍ نائية أخرى حول العالم، وتقرّبنا خطوةً إضافية باتجاه طيّ صفحة أمراض الفقر".

 

| بواسطة: ايتوس واير

إضافة تعليق

الخبر التالي