مع أنَّ الجامعة القاسميّة جامعة فَتيّة لم تستكمل العقد الأول من عمرها إلا أنَّها حقّقت حضورًا لافتا مميزا على المستوى المحلي والإقليمي والعربي والعالمي؛ لإشراقتها على العالم كلّه برسالة تعليميّة ثقافيّة جامعية جامعة، تمتدّ إلى كلّ راغب وراغبة في تعلّم الإسلام وعلومه، أو اللغة العربية وآدابها برؤية معتدلة تحافظ على الثوابت الأصيلة، وتنفتح في المنجزات الحديثة على كلّ فضيلة، وهي في شهر رمضان المبارك مجتمع جامعيّ ذو خصوصيّة فريدة؛ تلتقي في جنباتها ورحابها ثقافات عشرات الجنسيات لتغدو بحقّ قَصرا عالميّا جامعيّا.

وقد كان لنا هذا اللقاء الموسع مع سعادة الأستاذ الدكتور عواد الخلف، القائم بأعمال مدير الجامعة القاسميّة لنقف  على أهمّ ما تتميّز به الجامعة القاسميّة في هذا الشهر الفضيل.

بدايةَ سعادة الأستاذ الدكتور، ما الكلمة التي توجّهونها من موقعكم في إدارة الجامعة القاسميّة إلى إمارة الشارقة، وكلّ الإمارات، وإلى بناتكم وأبنائكم، وإلى زميلاتكم وزملائكم في الجامعة، وإلى كلّ مُحبّي الجامعة القاسميّة والمتابعين لإنجازاتها أو الذين تحدوهم رغبة الإعجاب والأمل بمتابعة أخبارها وإنجازاتها؟

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّ الرحمة وخاتم المرسلين، وبعد؛ فالشكر لكم كلّ الشكر على هذا اللقاء المبارك في الشهر المبارك، أعاده الله عليكم وعلينا بالخير والبركات، ويشرّفني باسمي واسم زملائي في الهيئتين الأكاديميّة والإدارية وباسم كلّ طلبة الجامعة القاسمية أن نرفع إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسميّ رئيس الجامعة القاسميّة، وحاكم الشارقة وحكيمها؛ وإلى سائر إخوته أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات العربيّة المتحدة أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة حلول الشهر الفضيل شهر الرحمة والغفران، مع تواصل دعائنا إلى الله جلّ وعلا أن يحفظ الإمارات بشيوخها وحكومتها وشعبها وجميع المقيمين على أرضها من شتى البقاع والثقافات، وأن يديم عليها وعليهم السعادة والرخاء واستمرار الإنجاز والعطاء؛ لتبقى واحة الخير والسعادة؛ وأنموذج المودة والمحبة والتراحم لأبنائها وللمقيمين على أرضها وللعالم أجمعين.

سعادة المدير، للجامعة القاسميّة في رمضان رونق خاص، يظهر في هويتها القائمة على الترحيب بالطلبة من شتى دول العالم؛ ليلتقوا فيها في هذه البقعة الجميلة من المدينة الجامعيّة في الشارقة، فكيف ترون خصوصية الجامعة القاسميّة في رمضان هذا العام في ظلّ جائحة كورونا؟

فعلاً، للجامعة القاسميّة خصوصيتها، لكن هذه الخصوصيّة تصبح في شهر رمضان سِمة استثنائيّة؛ لأنَّ طلبتها وقد التقوا فيها على العلم والخير والمحبة يحرصون في شهر رمضان على إظهار عاداتهم الرمضانيّة الجميلة بملابسهم الزاهية الجميلة المتنوعة، وبحرصهم على أداء الصلوات، ولا سيما صلاة التراويح في مسجد الجامعة البهي بمعماره الإسلاميّ الجميل مع الأخذ بجميع الاحترازات الصحيّة التي أقرّتها الجهات المسؤولة حتى لتبدو الجامعة في أوقات المساء لؤلؤة سماوية على أرض الشارقة، تختصر ثقافات الشعوب بما فيها من تنوّع عجيب، وتحاور ثقافي اجتماعي جميل، وقلوب مؤمنة، ووجوه متوجّهة إلى الله، تدعو بالخير والمحبة والسلام والتقدّم والأمان لجميع الناس، فكلّ واحد يدعو لصاحب السمو رئيس الجامعة حفظه الله، ولأهله ولنفسه، ولنا ولمجتمعه وبلده، فيكون مجموع هذه الدعوات الصالحة دعوة خير للجامعة القاسميّة وبانيها، وكلّ من سكن وتعلّم في مبانيها المستوحاة من مآثر العمارة الإسلاميّة الخالدة.

ولا ننسى أن طلبة الجامعة يسكن معظمهم داخل الجامعة في سكن الطلاب، أو سكن الطالبات، وكلا السكنين مجهّز بأحدث ما يحتاج إليه المقيم من أدوات ولوازم، لكنّ الجامعة تتبقى على تواصل مع طلبتها الآخرين خارج الجامعة، وبعضهم خارج الدولة، وتدعوهم إلى اختيار الشكل المناسب للتعبير عن خصوصية شهر رمضان في الجامعة القاسميّة؛ لأنَّ شهر رمضان في الجامعة القاسميّة شهر صيام وقيام، وعلم وتعلّم، وإنجاز وتميّز.

كما لا يفوتني المجلس الرمضانيّ الذي تعقده الجامعة كلّ عام للحديث في موضوع عام مفيد، يعود بالخير والفائدة على الجميع، يحضره كبار الضيوف من خارج الجامعة وداخلها.

سعادة الأستاذ الدكتور عواد الخلف، هل يمكن أن تحدّثنا عمّا وفّرته الجامعة القاسميّة لطلبتها في شهر رمضان المبارك؟

بما أنَّ شهر رمضان شهر التواصل والرحمة، فقد قامت الجامعة بتقوية شبكة الاتصالات فيها؛ ليتمكن الطلبة من التواصل مع أهلهم في بلادهم، وليبقوا على برّهم، وليحرصوا على رضاهم، فهذا مما يدعو إليه ديننا الحنيف؛ لهذا صارت شبكة الإنترنت أقوى في كلّ مباني الجامعة، ومنها السكن؛ لأنّ بنية التواصل المادية مهمة في استكمال بنى التواصل الروحيّ والنفسيّ. والطلبة يستفيدون من هذه البنية الذكية الحديثة تعليميا في تلقّي المحاضرات عن بُعد، أو بطريقة التعليم المدمج، كما يستفيدون منها في التواصل مع عالمهم الخاصّ.

وقد سعت عمادة شؤون الطلبة في الجامعة إلى الإفادة من شهر رمضان في الإكثار من أنشطتها، والتنويع في خدماتها، وإظهار تقديرها لثقافات الطلبة، وقيمهم مجتمعاتهم، والحرص على الاقتراب منهم إنسانيّا ونفسيّا، ونحن مصممون على حمل شرف أمانة الاعتناء بهم ليعودوا سفراء ثقافة معتدلة للإسلام وللغة العربية في بلادهم، مع أنَّ بعضهم يدرس عندنا الاقتصاد أو الإعلام.

وبالعودة إلى دور شؤون الطلبة؛ فإنَّ عمادة شؤون الطلبة تحرص على تلبية ميول الطلبة في طعامهم حسب عاداتهم، وتحترم أقصى ما تستطيع هذه الميول في توفير وجبة السحور أو الفطور؛ لتكون حسب ما اعتاده الطالب في بلده تقريبا، مع الاهتمام بتنمية وجدان الطلبة دينيا بالمحاضرات التثقيفية الدينية المناسبة لشهر رمضان، يلقيها ثلة من أهل العلم والمعرفة بالوسائل المناسبة للوضع الصحيّ، مع استمرار الاهتمام بالأنشطة الرياضية.

سعادة الأستاذ الدكتور، نعرف أن الجامعة القاسميّة قد شهدت تطورا لافتا في أنشطتها الثقافية، واستثمرت علاقتها الطيبة بالطلبة لما فيها الخير لهم، فهل حدّثتنا عن شيء من ذلك؟

إنّ هذا الشهر الفضيل شهر إيمان ، وعمل وإنجاز؛ ولهذا فإن الجامعة ستستثمر هذا الشهر بالإعلان عن أسماء الفائزين في مسابقاتها الثقافيّة: مسابقة خطيب الجامعة القاسميّة، وخطّاط الجامعة القاسميّة، وشاعر الجامعة القاسميّة، وفرسان القراءة في الجامعة القاسميّة، وغيرها من المسابقات؛ ليكون هذا الإعلان عن أسماء الفائزين تكريما على التكريم، وجائزة على الجائزة؛  فاللجان المعنية تقوم  على الإعداد لحفل تكريم   يتناسب والوضع الصحيّ الذي تمرّ بها البشرية في جائحة كورونا التي ندعو الله أن يصرفها عن الجميع.

وماذا عن الإنجازات التي أفاء الله بها على الجامعة القاسميّة في أفياء هذا الشهر الفضيل؟

بحمد الله وفضله واصلت الجامعة القاسميّة عملها، فاستجابت لمتطلبات إعادة الترخيص، كما استجابت الكليات  لمتطلبات تجديد الاعتماد؛ لترتقي في سُلَّم الاعتماد الأكاديمي، وهي تسعى إلى التوسّع في تعيين أعضاء هيئة تدريس جدد في العام القادم من نخبة العلماء في العالم، كما قامت الجامعة بإطلاق حسابها الرسمي على منصة لنكدن وبتحديث موقعها على شبكة الإنترنت، أو الشبكة العنكبوتية، ورفده بمعلومات جديدة مفيدة عن الجامعة؛ لتؤكد الجامعة القاسمية  من الشارقة أنها عالمية الرسالة، وبحمد الله زادت قنوات التواصل والاتصال بين الجامعة وطلبتها، فمع أنَّ أبواب المسؤولين فيها كانت مفتوحة لجميع الطلبة إلا أنَّنا أضفنا نهج الممرات الحاسوبية المفتوحة في ظل جائحة كورونا، فلكلّ كلية أو عمادة بريد إلكتروني خاص، يمكن للطلبة إرسال ما يريدون فيه من ملحوظات إلى العميد، أو مدير الجامعة، وكلّهم يجيب على البريد باحترام وتقدير، كما قامت الجامعة باختيار زملاء من أعضاء هيئة التدريس فيها؛ ليكونوا رؤساء أقسام، يقتربون من الطلبة أكثر، عدا تحديث الإرشاد الأكاديميّ حاسوبيا؛ والالتقاء بالطلبة عبر القاعة الافتراضية عن بُعد؛ لأنَّنا لسنا مدرّسين لهؤلاء البنين والبنات وحسب، بل نحن لهم بمنزلة الأم والأب؛ فينبغي أن نكون قريبين منهم، لنتشارك معهم في لحظة الفرح، ولنتحاور معهم في هواجسهم؛ لأنَّهم كما قلت: أمانة في أعناقنا، ونحن بفضل توجيهات صاحب السمو حفظه الله ورعاه نحرص على التشرّف بأداء هذه الأمانة على وجهها الذي يرضي عنا الله سبحانه وتعالى.

سعادة الأستاذ الدكتور عواد الخلف: معروف أنّ بعض المحاضرات قد تزامنت مع هذا الشهر، وكذلك بعض الامتحانات النهائية، فماذا أعدت الجامعة لهذا التزامن مع ما يجول في أحاسيس الطلبة في ظلّ جائحة كورونا؟

نقدّر أن شهر رمضان شهر رحمة وتخفيف؛ لهذا قامت عمادة الخدمات الأكاديميّة المساندة بالتصرف بمرونة مع المحاضرات القليلة جدا التي تتزامن ووقت الاقتراب من الإفطار بالسماح للزميل المدرس بأن يتفق مع طلبته على وقت مناسب للجميع، وستكون معظم الامتحانات بعد إجازة العيد، أعاده الله على الجميع بالخير والبركة.

ولا ننسى أن الجامعة قد سمحت للطلبة المقيمين خارج الدولة أو الذين انقطعت سُبل عودتهم لظروفهم الخاصة بالاستمرار بالدراسة عن بعد، مع استمرار منحتهم  كاملة غير منقوصة، وبهذا أصبحت الجامعة حاضرة في بيوت مئات الطلبة في الخارج، لكن أبناءها ما زالوا قريبين منها ومن أساتذتها يتواصلون معهم ومع زملائهم كأنهم بيننا حتى تزول هذه الجائحة عن قريب بإذن الله.

‎