مسرحية الملهاة الأخيرة تمثل دولة الامارات في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

التاريخ : 2021-11-01 (08:20 AM)   ،   المشاهدات : 838   ،   التعليقات : 0

الشارقة
 مسرحية الملهاة الأخيرة تمثل دولة الامارات في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

تم اختيار عرض الملهاة الأخيرة ضمن العروض المنافسة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث.

والمسرحية من اعداد وإخراج مهند كريم وبطولة مجموعة من فناني المسرح الاماراتي الصاعدين وهم نبيل المازمي في دور أبو عبد الله الصغير ملك غرناطة واحمد أبو عرادة في دور البهلول و فردناند الثاني و زين زهير في دور الصدى.

وستشارك المسرحية في القاهرة بدعم من دائرة الثقافة بالشارقة حيث تجري الاستعدادت حاليا من يستعد فريق عمل المسرحية لخوض المنافسات في ذلك المهرجان العريق المقام على ارض جمهورية مصر العربية. 

يناقش العمل ذلك الحد الفاصل بين الحلم والحقيقة الواقع و الامنية في تاريخ مملكة عظيمة مثل مملكة غرناطة اخر معاقل العرب في الاندلس يبدأ العرض براوٍ يصف غرناطة، فيما شعارها "لا غالب إلا الله" ظاهر للمشاهد على الراية الحمراء الشهيرة التي تلحف بها الصغير حين نظر للاندلس للمرة الاخيرة.

يظهر الممثل نبيل المازمي - أبو عبدالله الصغير - مرتدياً زياً يجمع بين اللونين الأبيض والأسود ويتحدث من خلف الزجاج ليروي قصة ضياع غرناطة بنفسه. هذا الحديث من خلف الزجاج يعطي بُعدين؛ الأول الزمني، فكأنما أبو عبدالله في عزلة وطقس للبارانويا المزمنة التي يعانيها. 

ثم يظهر الفنان احمد أبو عرادة – البهلول - نديم الملك يصف اختلاء أبو عبدالله الصغير بإحدى الفتيات، يختلس المتعة في أحد الشوارع المطروقة؛ لا بين أروقة قصره؛ لأن لذة العيش من وجهة نظره هي في الاختلاس والمبذول من دون تعب مملول. 

ذلك المشهد يكشف استغراق الملك في ملذاته، بينما ملك الإسبان فرديناند الثاني يستعد لاسترداد غرناطة في نهاية حقبة حروب الاسترداد "ريكونكويستا" التي استمرت ما يقارب ٢٠٠ سنة. 

ويكشف المشهد التناقض بين أفعال ملك الدولة وشعار دولته "لا غالب إلا الله" حيث يقول له فردناند : "لو كنتَ ذكياً لوصلتَ بفتوتك وشجاعتك مكاناً عظيماً، ولكنك مشغول بالعواطف وشم الرياحين والتظلم من غدر الزمان".

ويشتد التوتر على خشبة المسرح حين يجد أبوعبدالله الصغير نفسه مضطراً لتسليم غرناطة لعدوه الإسباني، ويبرر لنفسه هذا الفعل أثناء حديثه مع نديمه قائلاً، "ما يؤلمني هو أنني لم أصنع هذا العجز بنفسي. لقد ورثتُه كابراً عن كابر وما زال يتنامى حتى وصلني على هذه الهيئة. ولو كان صقر قريش مكاني وأورثه مَن كان قبله ما أورثوني من الضعف والعجز والذِلة للرومي لما كان حاله أفضل من حالي. قهروني ملكاً بعد ملك وكأنهم كانوا ينتقمون مني. لماذا يتحمل الأخير ذنوب الأوائل؟"، فينصحه البهلول بالمقامرة بملكه مع فرديناند الثاني، على لعبة "الشطرنج" ومن يفوز يحكم على الآخر بما يرى. 

وهو ما يحدث ويفوز أبو عبدالله ويطلب من غريمه فك حصار غرناطة، فيوافق بشرط أن يدفع له الجزية، ويستعين بجُند من عنده من أجل حمايته، فيوافق ذلك الإجراء الذي يؤلب الشعب ضده، لتكون بذلك نهاية دولة الإسلام في الأندلس التي دامت لأكثر من ثمانية قرون.

ولم يكن عبثاً أن يسند المخرج للفنان أحمد أبو عرادة تجسيد شخصيتي البهلول وفردينايد الثاني، فتنقَّل بين الدورين في سلاسة. فالشخصان اللذان منحهما أبو عبدالله ثقته كانا وجهين لعملة واحدة؛ يعملان على سقوط ملكه، الأول لأسباب عقائدية والثاني لأسباب نفسية عاناها في الرق، إلا أنهما يبديان النصح لأبي عبدالله الصغير فيما يكمنان الشر كل الشر له بغرض الإيقاع به، فذلك هو الملك الذي فرط في مُلك أجداده متغافلا عن دور رعيته وضرورة الاستناد إليهم في أوقات الأزمات.

اما الراقص المميز زين زهير فقد اضفى بتعبيراته الجسدية الراقصة تارة والتأزمة تراه أخرى سمة تعبيرية عالية التركيز من خلال شخصية الصدى التي ترافق مجمل مشاهد العمل و تكرس بشكل او بآخر ما تنطق به الدواخل الصافية للشخصيات و سبر احشاء التاريخ المحوري في تلك الحقبة وذلك العصر.

وكذلك نجد البهلول ينشر بين الرعية أنه هو الذي يحكم، وأن ملكهم لعبة في يد فردناند ما أفقدهم الثقة فيه، وكانت العاقبة ضياع غرناطة، وبكاء الصغير وتولد المقولة الشهيرة : "ابك مثل النساء مُلكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال".

وعمل المخرج؛ سواء في العرض أو النص الذي أعدّه، على تيمة كسر الإيهام، فنحن هنا لسنا أمام مسرحية تاريخية انما مسرحية تجعل من القصة التاريخية مادة خام لخلق ذلك البطل التراجيدي و دراما الحياة، فمكتوب على منشور العرض "هذا العمل ليس عملاً تاريخياً إنما فانتازيا". وحتى يخرج العمل من تاريخيته نجده يبدأ بأغنية لأم كلثوم، ويستفيد من المرايا فينعكس الجمهور عليها بما يجعلهم حكاماً على ما يدور من أحداث، فهم ليسوا مجرد متفرجين بما أنهم مطالبون بأن يبدوا رأياً أو حكماً على ما يحدث. كما أن وجودهم على خشبة المسرح من خلال انعكاسهم يوحي بأنهم مشاركون فيه. كما أن المخرج استخدم أشعاراً حديثة في ثنايا الحوار تنزع التاريخية عن العمل مثل قصيدة "في مدخل الحمراء كان لقاؤنا" للشاعر نزار قباني، و"لاعب النرد" بصوت محمود درويش، والاعتماد على موسيقى مارسيل ورامي خليفة.

وعموماً فإن العرض تميَّز بقوة الحوار والأداء الحركي للممثلين، فضلاً عن تميز بقية فريق العمل؛ من عبدالله الحمادي مصمم الإضاءة ، وعبدالله الجروان مصمم ومنفذ الصوت والمؤثرات، ومحمد علي سلامة في المكساج، وسالم المازمي في تصميم الملابس، وجاسم السويدي وجاسم العرشي في تصميم المكياج، وسلطان المازمي في تصميم الديكور والأكسسوارات.

| بواسطة: إسلام

إضافة تعليق

الخبر التالي

مجلس ضاحية الرحمانية يناقش مشاريع الطرق مع هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة