Archenemy.. بطل غير خارق ودراما تقاوم الذاكرة السمكية

التاريخ : 2020-12-17 (09:59 PM)   ،   المشاهدات : 492   ،   التعليقات : 0

Archenemy.. بطل غير خارق ودراما تقاوم الذاكرة السمكية

حول البطولة بمفهوم جديد، والذاكرة المنسية أو ذاكرة السمك للمجتمعات، ومعاناة المرضى النفسيين، تدور أحداث فيلم Archenemy أو العدو اللدود، الذي يتأرجح على مدار 90 دقيقة بين الأكشن والإثارة.

البطل هنا من دون قوى خارقة، يجسد دوره جوي مانجانيللو المشرد الهارب والمنهك من المطاردة والذي يزعم أنه من كوكب آخر، بل إنه منقذ للبشرية.

هذا الرجل الغامض الذي نكتشف أن اسمه ماكس فيست، هو محور الفيلم وخاصة بعد أن يركز على غرضه الجديد في الأرض، بعد لقائه مع المراهق هامستر وشقيقته إنديجو.

ومع ذلك، فإن الفكرة الأساسية للفيلم المليء بالأبطال الخارقين تهدف إلى تذكيرنا بخذلان المجتمع لأفراده، والتمييز بينهم.

في الفيلم، يأمل مراهق وكاتب طموح يُدعى هامستر في نشر بعض القصص الواقعية القاسية في مدينة غير معروفة تعج بالجرائم.

وبالمقابل فإن شقيقته إنديجو «زولي جريجز» منغمسة في عالم الجريمة، تحاول التحالف مع زعيم نقابي يدعى المدير «جلين هويرتون».

وتحت شعار الغاية تبرر الوسيلة، لا تتورع إنديجو عن القيام بكل ما يلزم لضمان وجود بيت يأويها و شقيقها، والطعام على المائدة، ووسائل البقاء على قيد الحياة.

ومع ذلك فإن هامستر مفتون بأن يحدث فارقاً في المدينة من خلال تسليط الضوء على بعض ظلالها، وأركانها الغامضة المظلمة.

وفي وسط تلك الأجواء، يكتشف هامستر ماكس فيست، الرجل الذي لا يصدق أحد أنه سيصبح بطلاً. فهو يشرب كثيراً، يلجأ للعنف أحياناً، لديه شخصية صاخبة، وينأى بنفسه عن الآخرين، ربما لأنهم يتجنبونه.

ومع ذلك، فإن لدى ماكس فيست رواية وحكاية، رغم أنها غير قابلة للتصديق، إلا أن هامستر يقرر أن الكل بحاجة لسماعها.

ويرى هامستر في فيست فرصة لكي يكسب ثقته، ويجعله يبوح له بأسراره من دون خوف من وجود حكم مسبق عليها.

وعلى الجانب الآخر، يرى ماكس أن الصداقة الغريبة مع هامستر فرصة له لكي يكتسب ثقة الناس، بعد أن كان مستسلماً لمصيره، مقيداً بالأرض، ومنفصلاً عن كوكبه الأصلي، والحياة التي كان يعرفها من قبل.

ويشعر ماكس بالمرارة والاستياء في أعماقه، بسبب عجزه عن إنقاذ الناس، أو إيقاف عدوته اللدود كليو «آمي سيميتز» من إبعاده عن عالمه ومجرته البديلة، ويسعد بعد أن يشعر أن هناك أخيراً من يمكنه الاصغاء إلى ما يقول.

ربما كان هذا الانقسام في شخصية ماكس والعلاقة بينه وبين الهامستر هو أكثر أجزاء الفيلم إثارة.

ولأطول فترة ممكنة، يطرح السيناريو لغز هل هو أم لا، هل يصدق أم يتخيل، متجاهلاً تساؤلات الجمهور الملحة، ما يزيد الإثارة والترقب.

والحقيقة أن «العدو اللدود» لا يروج للبطولة بصورتها النمطية، بل يدعو للعمل الجماعي وخدمة الذات، يكشف لنا أن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي، ويحاول أن يلفت نظرنا للمرضى النفسيين أو المواطنين المنسيين في المجتمع.

ماكس هنا هو البديل لهؤلاء الأفراد، بسلوكه القاسي، وعدم القدرة على التنبؤ، والطريقة التي يعامله بها الآخرون بازدراء، والتجاهل الدائم الذي يقابل به منهم.

ربما لا يكون ماكس هو المنقذ، ولكن قصته إذا كانت حقيقية، تعني أنه لا أحد يرغب في أن يمنحه الفضل فيما يقوم به من أعمال بطولية، لا أحد يريد أن يصدقه أو يعترف أن غيره أفضل أو أقوى منه.

يذكرنا الفيلم أن ذاكرتنا قصيرة ونسياننا غالب، وأبطالنا العاديين يعانون بيننا، ونحن عنهم لاهون.

ومن الناحية الجمالية، يستمتع المشاهد بلقطات رائعة لكوكب ماكس الغريب، والمغامرات المذهلة بين الكواكب، والتنقل بين الخيال والحلم والواقع المرير.

وكان من الضروري لنجاح الفيلم أن يفتقر ماكس إلى سحر وجاذبية الأبطال الخارقين التقليديين مثل كلارك كينت أو بروس واين.

«العدو اللدود» هو قصة بطل خارق لجيل مختلف، شخص يعرف قسوة العالم ولكنه ما زال يؤمن بوجود الخير فيه؛ كما يجسده هامستر وشقيقته إنديجو.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

بني ياس يقهر الشارقة بهدف مارادوني