شعراء وملحنون: القصائد المغناة «ذهب» كلما قدمت ازدادت حلاوة

التاريخ : 2020-12-28 (09:56 AM)   ،   المشاهدات : 915   ،   التعليقات : 0

شعراء وملحنون: القصائد المغناة «ذهب» كلما قدمت ازدادت حلاوة

تجمع القصائد المغناة بين جمالية اللحن وعذوبة الكلمات، ما يجعلها تطرب الآذان وتداعب الوجدان وتقع كلماتها على القلوب لتلامس الأفراح والهموم والأحزان، بخلاف الأغاني الحديثة الدارجة التي تخلو من أدنى مقومات الطرب.

ورغم اختلاف الأذواق في الاستمتاع للأغاني، إلا أن القصائد المغناة تظل محتفظة بقيمتها الخاصة التي لا تندثر ولا تبلى، فهي كالذهب كلما قدم ازاد بريقه، وكلما مر عليها الزمن احتفظت أكثر فأكثر بحلاوتها وطربها وقيمها الجمالية على مستوى اللحن والقصيدة والغناء، وتعتبر أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفيروز أبرز من غنوا القصيدة قديماً فيما يعتبر كاظم الساهر الأبرز حديثاً.

وأكد شعراء وملحنون أن القصيدة المغناة ما زالت موجودة ولها جمهورها من الشباب والشياب، بالرغم من انتشار الإيقاع الغنائي المتسارع، وهيمنة الأغنية التجارية على السوق الفني، إلا أن الأولى ما زالت محتفظة بمكانتها وهيبتها رغم تغير الأذواق واختلاف الميول.

بينما أوضح مجموعة من الشباب، أن القصائد المغناة ذات ألوان طربية احتفظت بقيمتها الفنية على مر السنوات، ويميلون إلى سماعها بين الحين والآخر على الرغم من انتشار الإيقاع المتسارع للأغنيات الحديثة، مبينين أن ميل الشباب إلى الأغاني ذات الإيقاع المتسارع يعود إلى تقارب ثقافات الشعوب والانفتاح على الآخر.

 

قيمة القصيدة

قال الشاعر الإماراتي علي الخوار إن لكل أغنية جمهوراً ولكل جيل رغبات، مبيناً أنه يميل إلى كتابة أغنية الإيقاع المتسارع والقصيدة التي تكتب من أجل القصيدة، فإذا غُنيت بلحن كان بها، وإذا لم تجد لحناً فهي قصيدة تحتفظ بقيمتها الشعرية.

وأضاف: «لا أبحث عن كلمة تغنى، بل أبحث عن قيمة القصيدة، فلا أصف الكلام من أجل الغناء، فليس كل الشعراء محتفظين بقيمة القصائد المغناة، وقد تنازل البعض منهم عن قيمته الشعرية.

وذكر أن هناك عدة عناصر تلعب دوراً مهماً في نجاح القصيدة، فلا بد من اكتمال كافة العناصر بين الكلمة والفكرة الجميلة والقصيدة الصحيحة، وصوت المطرب، ووزن القصيدة الذي يفرض نفسه على الملحن والموزع الموسيقي.

 

معنى أصيل

أما ملحنة الأوركسترا الإماراتية إيمان الهاشمي، فترى أن القصيدة المغناة لا تفقد معناها الأصيل مهما تم التخلي عنها لأن جمهورها المتمسك بكل ما فيها من معاني الجمال لا يتخلى عن ذائقته الفنية المتميزة، مهما كانت لغة القصيدة عامية أو فصحى، فالأبيات الشعرية والقصائد تعد موسيقى في حد ذاتها، وإن تم إلقاؤها دون مصاحبة الأنغام لها.

وتابعت: «لا أعتقد أن المرء يستطيع الاستماع لنوع واحد من الموسيقى طوال العمر، فأنا أؤمن بأن لكل شخص ذائقة تختلف عن الآخرين وفي الوقت نفسه تختلف بحسب حالته النفسية، ولذلك أصر أن الجمهور نفسه الذي يسمع الإيقاعات المتسارعة في عصر السرعة هو ذاته الجمهور الذي وفقاً لظروف الزمان والمكان سيستمتع بالإنصات إلى الألوان المسموعة والمطبوعة على أذنيه من خلال القصائد المغناة».

 

بعيداً عن الابتذال

بدوره، أكد الملحن الإماراتي إبراهيم جمعة أن القصائد المغناة في السابق كان لها وزنها وقيمتها وكانت أفضل ضمنياً، على عكس أغاني اليوم فهي للرقص وليست للطرب، لذلك نحتاج دائماً إلى المضمون الراقي بعيداً عن الابتذال مهما كان على الفنان مطالب بتلبية جميع الأذواق والغناء لكل الأجيال.

وأضاف أن تغير ألوان الأغاني لهذه الدرجة المبتذلة واتجاه الأغاني للمنحى التجاري، يفرض وجود لجنة تجيز الكلمات والألحان والأصوات، وعلى المؤسسات الإعلامية الوقوف من أجل الأغنية العربية وأصالتها.

 

تراث شعبي

وللشباب رأي في هذه القضية، حيث قال محمد أحمد، طالب بجامعة الشارقة، إن القصائد المغناة لكبار الشعراء أمثلة «ادلع يا بوش» لمانع سعيد العتيبة، وغيرها، تعتبر جزءاً من التراث الشعبي من حيث الكلمات والألحان، لذلك تبقى قريبة لقلوب الجمهور.

بينما أشارت سارة محمود، طالبة بجامعة زايد، إلى أن تقارب ثقافات الشعوب جعل الأغاني تتخذ طابعاً فنياً مختلفاً من حيث الألحان والكلمات، منوهة بأنها تبقى مسألة ذوق لدى الشباب، مضيفة أن القصائد المغناة تجمع بين جمالية اللحن وعذوبة الكلمات على عكس الأغاني الحديثة الدارجة التي تخلو من الطرب.

 

توظيف الإيقاع

الكاتب الشاب علي الأستاد، ذكر أن الإيقاعات السريعة ظهرت في الأغنية العربية منذ زمن طويل، في حقبة الستينيات تقريباً، من تجارب الفنان الراحل محمد عبدالوهاب في أغنية «بلاش تبوسني» وفريد الأطرش بأغنية «يا زهرة في خيالي»، وكذلك عدد من التجارب في الأغاني اليمنية، والتي تعود للانفتاح على ثقافة الآخر.

وأضاف أن تقبل الشباب للإيقاع السريع لم يعتمد على حضوره في الأغنية، بل في طريقة توظيفها، لا سيما أن المستمع يميل للتجديد والتغيير، مع الاحتفاظ بقدرة اللحن والكلمات على إيصال المعنى الحسي للقصيدة.

 

حالات مزاجية

بينما أوضح الطالب بجامعة عجمان علي البلوشي، أن معظم الشباب يميلون إلى الأغاني العراقية والريمكسات في الفترة الحالية، إلا أنه يميل للاستماع إلى القصائد المغناة بحالات مزاجية معينة، فيميل للاستماع لأغنيات الفنان حسين الجسمي كونها تجمع بين جمال الكلمات واللحن العصري الشبابي في وقت واحد، وكذلك أغاني عبدالمجيد عبدالله.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

ظافر العابدين: لا أتعجل خطواتي نحو العالمية