ربما يبدو تداول الأسهم لك أمراً بسيطاً للوهلة الأولى، ولكنه فعليًا عملية طويلة تحتاج منك إلى الكثير من الجهد. لذا يجب عليك قبل الدخول فيه أن تقوم بالبحث الجيد واكتساب المعرفة اللازمة في عدة جوانب. وعلى أي حال، سنتناول في هذا المقال مفهوم تداول الأسهم وطريقة تداول الأسهم للمبتدئين وتسلسل الخطوات الصحيحة لدخول هذا العالم وكيفية تحقيق المكاسب من خلاله. وبهذا سنتمكن من وضعك على بداية طريق تداول الأسهم. 

ما هو تداول الأسهم؟

إن تداول الأسهم في صورته البسيطة هو عبارة عن سوق يتيح للمتداولين الاستثمار في الشركات العامة، حيث يتمكن المتداول من تحقيق الأرباح مستفيدًا من تقلبات الأسعار اليومية وارتفاع سعر السهم مع مرور الوقت.

وفي ظل ثورة التكنولوجيا التي بلغت ذروتها مع بداية الألفية الحالية، شهد مفهوم أسواق تداول الأسهم تغييرًا بصفة عامة، حيث أصبح بمقدور المستثمرين فيه شراء وبيع الأسهم من خلال المنصات الإلكترونية وهم جالسين في منازلهم. وقد فتح هذا التطور أيضًا الباب لدخول المتداولين الأفراد إلى الأصول الأخرى بجانب أسواق الأسهم، مثل تداول الذهب والنفط، بعد أن استمرت حكرًا على كبار المستثمرين لعقود طويلة.

ما هي طريقة تداول الأسهم للمبتدئين؟

كمتداول مبتدئ في سوق الأسهم، ربما يخطر لك الكثير من التساؤلات حول الطريقة الصحيحة لتداول الأسهم للمبتدئين. نلخّص لك أهم الخطوات للدخول في سوق الأسهم، وهي كالتالي:

1. فتح حساب مع شركة وساطة موثوقة: تمنحك شركة الوساطة قنوات الوصول إلى الأسواق المالية، حيث ستقوم بإيداع رأس المال الذي تنوي الاستثمار به لديها، وستتولى تنفيذ أوامر الشراء والبيع عنك، بالإضافة إلى الاحتفاظ برصيدك طوال فترة التداول، وتمكينك من سحب الأرباح التي تجنيها من التداول.

ومن أهم المعايير التي يجب أن تولي لها الاهتمام عند اختيارك لشركة الوساطة هو أنها يجب أن تكون مرخصة من قِبل الهيئات التنظيمية وأن تتمتع بسمعة طيبة وأن توفر منتجات استثمارية متنوعة وشروط تداول جيدة ومنصات تداول متعددة ورسوم وعمولات مقبولة.

2. اختيار حساب تداول أسهم مناسب لإمكانياتك: يمكنك البدء أولًا بالتداول عبر حساب تداول تجريبي افتراضي ومن ثم الانتقال إلى استخدام الحساب الحقيقي الذي ستقوم بإنشائه لدى شركة الوساطة وإيداع أموالك الحقيقية فيه.

لا يشترط الحساب التجريبي الذي توفره شركات الوساطة إيداع الأموال أو تقديم أية مستندات للتحقق من الهوية والعنوان، ويمكنك تجربة التداول فيه باستخدام أموال افتراضية في محاكاة قريبة من ظروف السوق الحقيقية. سيمنحك الحساب التجريبي الفرصة للتدريب على تداول
الأسهم وجس نبض السوق دون تعريض رأس المال الخاص بك لأي مخاطر.

3. اختيار أفضل منصة لتداول الأسهم: تتيح لك منصات تداول الأسهم تحديد مستويات الدخول والخروج من صفقات الأسهم التي تختارها، كما وتمثل وصولك إلى المعلومات المهمة مثل أسعار السوق المباشرة للشركة التي تقوم بتداول أسهمها، ومخطط أسعار السهم، وأدوات التداول المختلفة والمؤشرات الفنية التي يمكن أن تساعدك في اتخاذ قرارات التداول. وتعتبر منصة ميتاتريدر 5 (MetaTrader 5) المتطورة من أشهر منصات التداول، حيث تتوفر على أجهزة الحاسوب والهاتف المحمول وتوفر لك مزايا متعددة في تداول الأسهم.

4. بدء تداول الأسهم بمبالغ صغيرة أو متوسطة: يعتبر بدء التداول في سوق الأسهم بمبالغ صغيرة من الخيارات الجيدة، خاصة بالنسبة للأشخاص المبتدئين، لأنه يوفر لهم الحماية من التعرض لأي مخاطرة قد تكبدهم خسارة الكثير من الأموال.

5. اختر الأسهم للتداول بعناية: يجب أن يولي المتداول الاهتمام لعملية التنظيم في اختياراته بشكل محكم وأن يتعرف على الاستراتيجيات التي تمنحه خبرة كبيرة في تحديد فئات الأسهم المستهدفة والمجالات المعينة التي تشهد منافسة من الشركات الكبرى التي تدرج أسهمها في البورصة.

ويجب أن تعلم أن هناك بعض الأوقات المحدّدة في البورصات العالمية التي لا يكون مسموحًا لك بفتح أو إغلاق أي صفقات داخل سوق الأسهم خارجها. لذا يجب أن تولي الاهتمام بفترات فتح التداول وأن تتعرف على الأوقات المخصصة لإتمام الإجراءات والمعاملات التي تتيح لك اقتناص الفرص المتوفرة أمامك ولا تساهم في إهدار أي فرص لعقد الصفقات الناجحة التي يمكن أن تحقق لك الكثير من الأرباح.

وختامًا، لن يكون من الضروري أن تكون من مالكي الثروات الضخمة لكي تبدأ في تداول الأسهم وجني الأرباح منها، ولكن يجب عليك أن تدرك أن هذا المجال ليس بتلك السهولة وأنه ينطوي على العديد من المخاطر والمفاجآت.

لقد نجح الكثير من المتداولين من قبل في تحقيق أرباح طائلة من تداول الأسهم، وبالتالي توجد الفرصة أمامك أنت أيضًا لتحقيق الأرباح وبناء ثروة من خلال اكتساب الخبرة ومعرفة طريقة تداول الأسهم، بالإضافة إلى الكثير من العمل الجاد الذكي والمتابعة والصبر.